يخبر تعالى عن ثمود وما كان من أمرها مع نبيها صالح عليه السلام حين بعثه الله إليهم فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له { فإذا هم فريقان يختصمون } قال مجاهد : مؤمن وكافر كقوله تعالى : { قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه } ؟ { قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون } { قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة } أي لم تدعون بحضور العذاب ولا تطلبون من الله رحمته ولهذا قال : { لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون * قالوا اطيرنا بك وبمن معك } أي ما رأينا على وجهك ووجوه من اتبعك خيرا وذلك أنهم لشقائهم كان لا يصيب أحدا منهم سوء إلا قال هذا من قبل صالح وأصحابه قال مجاهد : تشاءموا بهم وهذا كما قال الله تعالى إخبارا عن قوم فرعون : { فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه } الاية وقال تعالى : { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله } أي بقضائه وقدره وقال تعالى مخبرا عن أهل القرية إذ جاءها المرسلون { قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا طائركم معكم } الاية وقال هؤلاء { اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله } أي الله يجازيكم على ذلك { بل أنتم قوم تفتنون } قال قتادة : تبتلون بالطاعة والمعصية والظاهر أن المراد بقوله : { تفتنون } أي تستدرجون فيما أنتم فيه من الضلال