يقول تعالى : هذا الذي جازيناهم به من البعث على العمي والبكم والصمم جزاؤهم الذي يستحقونه لأنهم كذبوا { بآياتنا } أي بأدلتنا وحجتنا واستبعدوا وقوع البعث { وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا } أي بالية نخرة { أإنا لمبعوثون خلقا جديدا } أي بعد ما صرنا إليه من البلى والهلاك والتفرق والذهاب في الأرض نعاد مرة ثانية ؟ فاحتج تعالى عليهم ونبههم على قدرته على ذلك بأنه خلق السموات والأرض فقدرته على إعادتهم أسهل من ذلك كما قال : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } وقال : { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى } الاية في هذا المقام اضطرب وقال { أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم * إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } إلى آخر السورة وقال ههنا { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم } أي يوم القيامة يعيد أبدانهم وينشئهم نشأة أخرى كما بدأهم وقوله : { وجعل لهم أجلا لا ريب فيه } أي جعل لإعادتهم وإقامتهم من قبورهم أجلا مضروبا ومدة مقدرة لا بد من انقضائها كما قال تعالى : { وما نؤخره إلا لأجل معدود } وقوله : { فأبى الظالمون } أي بعد قيام الحجة عليهم { إلا كفورا } إلا تماديا في باطلهم وضلالهم