قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا محمد إن كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه فأنزل الله في ذلك من قوله : { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية } وقال مجاهد : { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية } قال النصارى تقوله وهو اختيار ابن جرير قال : لأن السياق فيهم وفي ذلك نظر وحكى القرطبي : { لولا يكلمنا الله } أي : يخاطبنا بنبوتك يا محمد ( قلت ) : وهو ظاهر السياق والله أعلم وقال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة والسدي في تفسير هذه الاية : هذا قول كفار العرب { كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } قال : هم اليهود والنصارى ويؤيد هذا القول وأن القائلين ذلك هم مشركو العرب قوله تعالى : { وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون } الاية قوله تعالى : { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا } إلى قوله : { قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا } وقوله تعالى : { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } الاية وقوله تعالى : { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة } إلى غير ذلك من الايات الدالة على كفر مشركي العرب وعتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به إنما هو الكفر والمعاندة كما قال من قبلهم من الأمم الخالية من أهل الكتابين وغيرهم كما قال تعالى : { يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة } وقال تعالى : { وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } وقوله تعالى : { تشابهت قلوبهم } أي أشبهت قلوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو كما قال تعالى : { كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون * أتواصوا به } الاية وقوله تعالى : { قد بينا الآيات لقوم يوقنون } أي قد أوضحنا الدلالات على صدق الرسل بما لا يحتاج معها إلى سؤال آخر وزيادة أخرى لمن أيقن وصدق واتبع الرسل وفهم ما جاؤوا به عن الله تبارك وتعالى وأما من ختم الله على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة فأولئك قال الله فيهم : { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم }