ما غدا بك يا زر قلت غدوت اطلب العلم قال اما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول من غدا يطلب مثل ما طلبت فرشت له الملائكه اجنحتها رضا بالذي يصنع حدثنا عبد الرحمن أخبرنا أبي نا عبد الرحمن بن المبارك نا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلّم فجاءه رجل من مراد يقال له صفوان بن عسال وهو في المسجد متكئ على برد له احمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم مرحبا ما جاء بك فقال يا رسول الله جئت اطلب العلم قال مرحبا بطالب العلم ان طالب العلم لتحف به الملائكه وتظله بأجنحتها ويركب بعضها بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من حبهم لما طلب قال عبد الرحمن وقد روى عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله وعقبه بن عامر وقيس بن عباد وخلق من التابعين واتباعهم يطول ذكر كلهم في رحلة بعضهم في طلب الآثار وترغيب بعض فيها امسكنا عن ذلك اكتفاء بما جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلّم ولما أوصى النبي صلى الله عليه وسلّم بطالبي الآثار والمرتحلين فيها ونبه عن فضيلتهم علم ان في ذلك ثبوت الآثار بنقل الطالبين الناقلين لها لو لم تثبت الاخبار بنقل الرواه لها لما كان في ترغيب النبي صلى الله عليه وسلّم فيها معنى بدأنا في ذكر الثبوت بنقل الرواه لها بما حضرنا من الدلائل الواضحه من كتاب الله عز ذكره وأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذ كان قوم من أهل الزيغ والبدع زعموا ان الاخبار لا تصح بنقل الرواه لها وان طريق صحتها إجماع العامه عليها فأتينا في ذلك وفي ابطال دعواهم ودحض حجتهم بما رأيناه كافيا وبالله التوفيق