فأسلم النصرانى وصار مولى للحسين ثم أحدر الرأس إليهم فأعادوه إلى الصندوق ورحلوا فلما قربوا مكن دمشق قالوا نحب أن نقسم تلك الدنانير لأن يزيد إن رآها أخذها منا ففتحوا الصندوق وأخرجوا الجرب بختمه وفتحوه فإذا الدنانير كلها قد تحولت خزفا وإذا على جانب من الجانبين من السكة مكتوب ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون وعلى الجانب الآخر سيعلم الذين ظلموا الا منقلب ينقلبون قالوا قد افتضحنا والله ثم رموها في بردى نهر لهم فمنهم من تاب من ذلك الفعل لما رأى ومنهم من بقى على إصراره وكان رئيس من بقى على ذلك الإصرار سنان بن أنس النخعي ثم أركب الأسارى من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم من النساء والصبيان أقتابا يابسة مكشفات الشعور وأدخلوا دمشق كذلك فلما وضع الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيته بقضيب كان في يده ويقول ما أحسن ثناياه قد ذكرت كيفية هذه القصة وباليتها في أيام بنى أمية وبنى العباس في كتاب الخلفاء فأغنى عن إعادة مثلها في هذا الكتاب لاقتصارنا على ذكر الخلفاء الراشدين منهم في أول هذا الكتاب وقد بعث يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المزني إلى المدينة لست