ثم سار ورجع عمار معه وجعل يقول نشدتك بالله كيف أصحاب محمد قال تركتهم كغنم بلا راع قال كيف تركت المدينة قال تركتها وهى أضيق على أهلها من الخاتم فلما كان قريبا من المدينة سمعت عجوزا وهى تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهى تبكي فقالت يا عبد الله لو رأيت ابنته فاطمة وهى تبكي وتقول يا أبتاه إلى جبريل ننعاه يا أبتاه انقطع عنا أخبار السماء ولا ينزل الوحي إلينا من عند الله أبدا فدخل معاذ المدينة ليلا وأتى باب عائشة فدق عليها الباب فقالت من هذا الذي يطرق بنا ليلا قال أنا معاذ بن جبل ففتحت الباب فقال يا عائشة كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم عند شدة وجعه قالت يا معاذ لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصفار مرة ويحمار أخرى يرفع يدا ويضع أخرى لما هنأك العيش طول أيام الدنيا فبكى معاذ حتى خشي أن يكون الشيطان قد استفزه ثم استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وأتى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم ثم ظهر طليحة في أرض بنى أسد ومالت فزارة فيها عيينة بن حصن بن بدر مرتدين عن الإسلام وبايعه بنو عامر على مثل ذلك وتربصوا ينظرون الوقعة بين المسلمين وبين بنى أسد وفزارة وقد كان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذين بعثهم على الصدقات قد جمعوا