وقد أزمعوا الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد توامروا بينهم وقالوا رجعنا قبل أن نصطلم أصحاب محمد نرجع فنكر على بقيتهم فلما رأى أبو سفيان معبدا مقبلا قال ما وراءك يا معبد قال محمد قد خرج في أصحابه في طلبكم ففي جمع لم أر مثله يتحرقون عليكم تحرقا قال ويلك ما تقول والله أجمعنا للكرة على أصحابه لنصطلمهم قال فانى والله أنهاك عن ذلك بهم عليكم من الجود بشيء ما رأيته بقوم على قوم قط فساءه ذلك ومر بأبي سفيان ركبة من عبد القيس فقال أين تريدون قالوا نريد المدينة قال ولم قالوا نريد الميرة قال فأخبروا محمدا أنا قد أجمعنا الكرة عليه وعلى أصحابه لنصطلمهم ثم رحل أبو سفيان راحلا إلى مكة ومر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلّم فأخبروه ثما قال أبو سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم والمسلمون حسبنا الله ونعم الوكيل فأنزل الله جل وعلا في ذلك الذين استجابوا الله والرسول إلى قوله والله ذو فضل عظيم