الطوسي أنا محمد بن جعفر سمعت محمد بن خلف بن المرزبان يقول مضيت الى الحارث بن أبي أسامة فوجدت في دهليزه قوما من الوراقين وهو يكتب أسماءهم على كل واحد درهمين فقلت له اكتب اسمي فكتب ثم عرضها الوراق عليه فلما قرأ اسمي قال بن المرزبان مع هؤلاء ولا كرامة فأخبروني فأخذت رقعة وكتبت فيها ... ابلغ الحارث المحدث قولا ... عن أخ صادق شديد المحبة ... ... ويك قد كنت تعتزي سالف ... الدهر قديما الى قبائل ضبه ... ... وكتبت الحديث عن سائر الناس ... وحاذيت في اللقاء بن شبه ... ... عن يزيد والواقدي وروح ... وابن سعد والقعنبي وهدبه ... ... ثم صنفت من أحاديث سفيان ... وعن مالك ومسند شعبة ... ... وعن بن المديني أيضا فما زلت ... قديما تبث للناس كتبه ... ... أفمنهم أخذت بيعك للعلم ... وإيثار من يزيدك حبه ... ... سوءة سوءة لشيخ قديم ... ملك الحرص والضراعة قلبه ... ... فهو كالقفر في المعيشة يبسا ... وأمانيه بعد تسعين رطبه ... فلما قرأها قال ادخلوه قاتله الله فضحني مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين انتهى وذكره بن حبان في الثقات وقال كان ممن عمر وقال محمد بن مالك الإسكاف قلت لإبراهيم الحربي إني أريد اسمع من الحارث وهو يأخذ الدراهم فقال اسمع منه فإنه ثقة وقال أحمد بن كامل بلغ ستا وتسعين سنة وكان ثقة وقيل في وفاته غير ما في الأصل فقال أبو العباس النباتي في مشيخة قاسم بن أصبغ الحارث بن أبي أسامة ثقة راوية للأخبار كثير الحديث توفي سنة تسع وسبعين ومائتين قلت والأول هو الصحيح فإنه ولد في سنة ست وثمانين ومائة وتقدم أن أحمد بن كامل صاحبه قال انه عاش ستا وتسعين سنة وذكره النباتي أيضا في الحافل وذكر أيضا من شيوخنا يحدث عنه ونقل أيضا عن بن حزم أنه قال متروك الحديث وقال في موضع آخر مجهول وقال الذهبي في تلخيص المستدرك ليس بعمدة مع أنه في الميزان كتب مقابله صحيح واصطلاحه أن العمل على توثيقه