ثم ساق بسنده إليه قال بقيت دهرا من دهري أجلس كل يوم إلى هشيم فأسمع منه ثم أصير إلى الكسائي فاقرأ عليه جزأ من القرآن ثم أصير إلى وكر الرفيضاء بين طريقين أو ثلاثة ثم أني الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأستفيد منهما ثم أصير إلى أبي فأعلمه بما صنعت وقال أبو بكر بن أبي خيثمة كنت عند بن عائشة فجاءه إسحاق بن إبراهيم الموصلي فرحب به فقال ها هنا يا أبا محمد إلى جنبي وبسند آخر إليه قال صرت إلى بن عيينة لأسمع منه فصعب مرامه فسألت الفضل بن الربيع فكلمة ففرض لي خمسة عشر حديثا في كل مجلس فحدثني يوما فقلت له هذا أعزك الله صحيح كما حدثتني قال نعم قلت فأرويه عنك قال نعم وضحك إلي وقال سرني ما رأيت من تيقظك وتشددك في الحديث فصر إلي متى شئت حتى أحدثك بما شئت ثم روى بسند له إلى حماد بن إسحاق عن أبيه قال رأيت في منامي كان جريرا يعني الشاعر ينشدني من شعره وأنا أسمع فلما فرغ أخذ بيده كبة شعر فألقاها في فمي فابتلعتها فأوله بعض من ذكرته له أنه ورثني الشعر وقال علي بن يحيى المنجم سأل إسحاق المأمون أن يأذن له في الدخول إليه مع أهل العلم والأدب فأذن له ثم سأله أن يأذن له في الدخول مع الفقهاء فأذن له وذكر الصولي عن إبراهيم بن محمد بن الشاهين أن إسحاق كان سأل الله أن لا يموت بالقولنج لما رأى من صعوبته على أبيه فرأى في منامه كأن قائلا يقول له قد أجيبت دعوتك في القولج ولكنك تموت بضده فأصابه ذرب في شهر رمضان في سنة خمس وثلاثين ومائتين فكان يتصدق في كل يوم لصومه ثم ضعف عن الصوم ومات وقال جحظة عن كاتب من أهل قطر بل رأيت فيما يرى النائم قائلا يقول ... مات الحسان بن الحسان ... وفات احصان الزمان ... فأصبحت من غد فتلقاني خبر وفاة إسحاق