حميد بن كاسب وزهير بن عباد وغيرهم أخذ عنه أخوه وأبو العرب القيرواني وأحمد بن خالد الأندلسي وآخرون وانتهت إليه الرحلة في وقته حتى كانوا في القيروان لا يروون المدونة والموطأ إلا عنه قال أبو الوليد الباجي كان حافظا للرأي ثقة ضابطا لكتبه وكان وقورا ويزجر من يسأله عويص المسائل وصنف الرد على الشافعي في خلافه لمالك وله المنتخب من المستخرجة واختلاف أبي القاسم واشهب وكان بن الأغلب عرض عليه قضاء إفريقية فامتنع ودله على عيسى بن مسكين وقال بن اللبان كان مجاب الدعوة وكان فرات يطعن في سماع يحيى بن عمر الموطأ من يحيى بن بكير ويحلف على ذلك ويقول أنه كان ملازما لابن بكير حتى مات وأن يحيى بن عمر نزل من المركب فسلم علي وسألني عن بن بكير فقلت هذا منصرفي من جنازته فاسترجع واعتذر غيره عن يحيى بن عمر فإن الذي حكاه فرات كان في رحلة يحيى بن عمر الثانية وكان رحل قبل ذلك فلقي يحيى بن بكير وقد شهد له بلقي يحيى بن بكير أبو الزنباع روح بن الفرج صاحب بن بكير قال عياض ولقد جرى ليحيى بن عمر هذا مع سحنون أن أكابر أصحاب سحنون قالوا ما رأيناه عند سحنون قط فشهد له حمدس القطان فقال سمع من سحنون في الساحل وكذا قال يحيى بن عمر لم نسمع من سحنون بالقيروان وإنما سمعت منه بالبادية قال أبو العرب ذهل في آخر عمره ومات بسوسة سنة تسع وثمانين وثلاث مائة في ذي الحجة وله سبع وستون سنة وكان عابدا وله كرامات ومن عجائبه أنه رحل من القيروان إلى قرطبة ليرد دانقا كان لبقال عليه فلاموه في ذلك فقال رد دانق على أهله خير من عبادة سبعين سنة فتعبنا سنة وبقيت لنا تسعة وستون قلت وما عرفت أصل هذا وقال أبو الحسن اللواني كان يحيى بن عمر يسمع الناس في المسجد فيمتلىء المسجد فسئل عن من بعد عنه فقال نجيزهم وقد سألنا سحنونا عن من قام حال القراءة فقال إذا جاء إلى السماع وله قصد أجزأه