وأطال الشيخ عبد الغفار بن نوح في كتابه المسمى التوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد من أراد أخبار الملثم وسرد كراماته وخوارق العادات على يديه وذكر انه عاش الى رأس السبع مائة وانه بلغه انه كان أحيانا يقول انه رأى الشافعي قال فسألته رأيت الشافعي قال نعم قلت محمد بن إدريس صاحب المذهب قال في النوم ونقل عنه أيضا انه لقي المعمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلّم وقد لقيت انا عبد الغفار بن احمد بن عبد الغفار بن نوح في سنة ثلاث وتسعين وسبع مائة وذكر لي عن أبيه عن جده أشياء من خبر بن العباس الملثم وأجاز لي أبو الطيب محمد بن احمد الإسكندراني المعروف بابن المصري وكتب لي بخطه انه صافح الشيخ شهاب الدين الفرنوي بفتح الفاء وسكون الراء وفتح النون وكسر الواو وان الفرنوي صافح شخصا من أصحاب أبي العباس الملثم وان الملثم صافح معمرا صاحب النبي صلى الله عليه وسلّم قلت وقد أدركت انا الفرنوي ودخلت الإسكندرية بعد موته بقليل وأسند أبو الطيب المذكور المصافحة الى الملثم من عدة طرق تنتهي الى الملثم بعضها عن احمد بن صالح بن حمير عن إبراهيم المؤدب عن الملثم وزاد أبو الطيب بهذا السند في صفة المصافحة انه يلصق باطن الكف بباطن الكف وبقبض الأصابع الخمسة على الإبهام قلت وقد اجازني احمد بن حمير الكندي من الإسكندرية وهو احمد بن محمد بن الحسين بن حمير الكندي ومولده سنة اثنتي عشرة وسبع مائة ومات قبل المقرى ولم يكن سماعه على قدر سنه بل كانت عنده فوائد سمعها بمكة سنة إحدى وأربعين وسبع مائة منها المقرى المحب الطبري سمعه علي بن حميد مصنفه سماعه منه وذكر لي نور الدين محمد بن كريم الدين محمد بن النعمان الهوى عم كريم الدين المقرى كان ينادم الملك الناصر بن يرموق وولاه الحسبة ومات في أيام سلطنته ومات عمه هذا قبل المقرى أيضا انه لقي بعض أصحاب الملثم وكل ذلك مما لا اعتمد عليه ولا افرح بعلوه ولا اذكره الا استطراد إذا احتجب اليه للتعريف بحال بعض الرواة والله المستعان