فقلت له أيدك الله ما القبعضن فقال العطب قال الشاعر كان سنافها من القبعضن فقلت لأصحابي اسمعوا هذا الشاهد ان كان صحيحا فهو عجب والا فقد اختلقه في الحال وقال النخع البصري اتهم بالكذب في نقل اللغة وهذا ورد عن النخع بإسناد مظلم والنخع لا يعتد بجرحه وقرأت في كتاب اللصوص لصاعد بن الحسن الربعي حدثني أبو الحسن بن مهدي الفارسي سمعت بن الأنباري يقول سئل المبرد عن معنى حديث نهى عن المجثمة ما المجثمة قال المهزولة فسئل عن الشاهد على ذلك فقال قول الشاعر ... لم يبق من آل الوجين نسمة ... الا عنيز بالفلا مجثمة ... قال فبلغ هذا الكلام أبا حنيفة الدينوري فقال كذب فعل الله به وصنع أخطا التفسير وكذب في الشاهد وانما اختلقه في وقته والدليل على ذلك انه لحن في قوله الا عنيز بالفلا وتصغير عنزة عنيزة لأنها أنثى وانما المجثمة الشاة تجعل عرضا وترمى وهي المصبورة وكان بين ثعلب والمبرد من المناقشة والعداوة ما لا يشرح حتى كان يكفر كل واحد منها صاحبه وهذه الحكاية مما تصرف فيه صاعد فزاد فيها ونقص وقد ذكرها الحموي في معجم الأدباء ولفظه ورد المبرد الدينوري زائر العيسى بن ماهان فقال له ما الشاة المجثمة فقال القليلة اللبن فقال هل من شاهد قال قول الراجز ... لم يبق من آل الوجيد منسمة ... الا عنيز بالفلا مجثمة ... فاتفق ان دخل أبو حنيفة الدينوري فسأله عيسى عن الشاة المجثمة فقال هي التي جثمت على ركبها وذبحت من قفاها فذكر له كلام المبرد فقال ايمان البيعة لازمة لي أن كان هذا الشيخ سمع هذا التفسير من أصله وان كان البيتان الا لساعتهما هذه فقال المبرد صدق الشيخ فاني انفت ان اقدم من بغداد وذكرى قد شاع فأول شيء اسأل عنه أقول لا أعرفه قال فاستحسن منه الإعتراف وعدم البت وكان المبرد مشهورا بحسن العبارة والفصاحة ولطافة المنادمة ومات المبرد ببغداد في شوال وقيل في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين ومولده سنة ست وقيل سنة سبع ومائتين