كلانا مصل واحد ساجد الى ... حقيقته بالجمع في كل سجدة ... ومنها ... وها أنا أبدي في اتحادي مبدأي ... وانهى انتهائي في مواضع رفعتي ... ... وفي موقفي لا بل إلى توجهي ... ولكن صلاتي لي ومني كعبتي ... ومنها ... ولا تك ممن طيشة دروسه ... بحيث استقلت عقله واستفزت ... ... فتم وراء العقل علم يدق عن ... مدارك غايات العقول السلمية ... ... تلقيته عني ومني أخذته ... ونفسي كانت من خطائي محيدتي ... ومنها ... وما عقد الزنار حكما سوى يدي ... وان حل بالإقرار فهي أحلت ... ... وان خر للاحجار في الله عاكف ... فلا بعد بالإنكار بالعصبية ... ... وان عبد النار المجوس وما انطفت ... فما قصدوا غيري لأنوار عزتي ... قلت ومن هذه القصيدة ... وجد في فنون الاتحاد ولا تحد ... إلى فئة في غرة العمر أصبت ... ومنها ... الي رسولا كنت مني مرسلا ... وذاتي اماني علي استقلت ... وفي قصائده من هذا النمط فيما يتعلق بالاتحاد شيء كثير وقد كنت سألت شيخنا الإمام سراح الدين البلقيني عن بن العربي فبادر الجواب بأنه كافر فسألته عن بن الفارض فقال لا أحب أن أتكلم فيه قلت فما الفرق بينهما والموضع واحد وأنشدته من التائية فقطع على بعد أنشاد عدة أبيات بقوله هذا كفر هذا كفر قلت وقد اعتنى الشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة الشاعر المشهور بنظم قصائد مدح بها النبي صلى الله عليه وسلّم على أوزان قصائد بن الفارض وكان بعض من يتعصب لابن الفارض من القضاة أهانه بسبب وقيعته في بن الفارض فاقبل على نظم تلك القصائد والله المستعان ورأيت في كتاب التوحيد للشيخ عبد القادر القوصي قال حكى لي الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني المنوفي قال كنت بجامع مصر وابن الفارض في الجامع وعليه حلقة فقام شاب من عنده وجاء الى عندي وقال جرى لي مع هذا الشيخ حكاية عجيبة يعني بن الفارض قال دفع الي دراهم وقال اشتر لنا بها شيئا للأكل فاشتريت ومشينا الى الساحل فنزلنا في مركب حتى طلع البهنسا فطرق بابا فنزل شخص فقال بسم الله وطلع الشيخ فطلعت معه وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف والشبابات وهم يغنون له فرقص الشيخ الى أن انتهى وفرغ ونزلنا وسافرنا حتى جئنا الى مصر فبقي في نفسي فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب فقال له يا سيدي فلانة ماتت وذكر واحدة من أولئك الجواري فقال اطلبوا الدلال وقال اشتر لي جارية تغني بدلها ثم امسك اذني فقال لا تنكر على الفقراء