عبدالرحمن وحج سنة سبع او ثمان ومائتين فسمع من مطرف وابن الماجشون وابراهيم بن المنذر وعبد الله بن عبد الحكم واكثر جدا عن اهل الحجاز واهل مصر ورجع سنة عشرة بعلم جم فانتشر روايته وقرره امير الاندلس في المفتين مع يحيى بن يحيى وغيره وكان الذى بينه وبين يحيى سيئا جدا ومات يحيى قبله فانفرد روى عنه ابناه محمد وعبد الله واحمد بن راشد وابراهيم بن خالد ومحمد بن فطيس وبقى بن مخلد ومحمد بن وضاح وآخرون آخرهم موتا المعافى وقال احمد بن عبد البركان كثير الكتب فقيه البدن طويل اللسان اديبا اخباريا وكان يخرج من الجامع وخلفه نحو ثلاث مائة طالب وكان يقرأ عنده ثلاثون كل يوم في تصانيفه خاصة وكان يلبس الخز ظاهرا اجلالا للعلم والى جسمه مسح شعر تواضعا وكان صواما قواما مبقللا من الدنيا ويقال ان سحنون لما بلغته وفاته قال مات عالم الاندلس وكان العبس يقول ما اعلم احدا الف على مذهب اهل المدينة تاليفه وله من التواليف الواضحة والجوامع وفضايل الصحابة والرغائب وغير ذلك ويقال انها بلغت الف كتاب وخمسين كتابا وذكر الباجى ان ابا عمر بن عبدالبركان يكذبه وقال احمد ابن سعيد الصدفي كان يطعن عليه انه يستجيز الاخذ بالمناولة بغير مقابلة ويقال ان ابن ابي مريم دخل عليه فوجد عنده كتب اسد وهي كثيرة قال فقلت له متى سمعتها قال قد اجازلى صاحبها قال فجئت اسدا فسالته فقال أنا لا ارى القرأة فكيف اجيز وانما اخذ منى كتبي ليكتبها قال احمد بن خالد اقرار اسدله بذلك هى الاجازة بعينها كذا قال ويقال ان بعض الناس رفع الى الامير عن يحيى بن يحيى وجماعة انهم عزموا على خلعه فراسل عبدالملك فسأله عن ذلك فبرأ يحيى من ذلك وقال له قد علمت ما بيني وبينه ولكن لا اقول فيه الا الحق ونقم على عبدالملك بن حبيب انه افتى في ابن عجب ان يقتل لقوله في يوم غيم بدأ الخراز يرش ارضه ان نحو ذلك تقتل بقوله ثم وقع امر عبدالملك في شيئ من ذلك وهو انه مرض فسئل بعد ان عوفي فقال لقد مر بي شيئ لو كنت قتلت ابا بكر وعمر لم استوجب ذلك وان رجلا طلب منه سلما لمسجد فقال لو طلبته لكنيسة لاعطيتك فافتوا بقتله فخالفهم عبدالملك وافتى بدرء الحد عنه وساعده الامير فلم يقتل قال عياض مات في ذى الحجة سنة ثمان وقيل تسع وله ثلاث اوست وخمسون سنة