الثلاثين وخمس مائة وقد ذكر لي بعض المصريين أنه من أهل دمياط وكذلك أبوه ومن عجائب ثركيباته أنه حدث بالجمع بين الصحيحين للحميدي عن أبي الوقت عبد الأول وزعم أنه لقيه بمكة هذا كذب صراح ما دخل أبو الوقت مكة قال وأعجب من هذا أن علي بن أحمد الكوفي كان قد سمع من السلفي ودخل الأندلس وسمع من بن بشكوال وخرج أربعين مسلسلا ثم قصد الدولة وقدم ختمة بخط أبي عبد الله السوسي القائم بالدولة فقيل له من أين لك هذه قال إني تزوجت بمصر بنت بنته فكأنهم أظهروا له القبول وولوه قضاء مالقة وقصدها فملا حل سبتة ليركب البحر إلى مالقة احتاط به متولي سبتة وجعله في مركب وأنفذه إلى الإسكندرية فسمع منه أبو البركات الواعظ أربعينه وكتبها فوقفت على الأصل الذي فيه سماعه منه فلما غرب أبو البركات أسقط ذكر الكوفي مؤلفها وادعاها لنفسه وبها افتضح بالأندلس فإنه حدث عن مشائخ الأندلس وحدث بغريب الحديث لأبي عبيد عن أبي عبد الله بن المتقنه عن أبي منصور الزراد عن نافع الخراساني عن معالي بن عدي عن أبي عبيد وهذا كله اختلاق وحدث بالشهاب عن رجل عن القضاعي نعوذ بالله من الخذلان قلت وذكره بن فرتون في ذيل الصلة وإنه روى عن أبي النجيب رسالة القشيري روى عن مؤلفها وبالجهدان يكون سمعها أبو النجيب من أصحاب القشيري روى عنه أبو العباس بن مفرج النباتي وأبو القاسم بن الطيلساني قال بن فرتون وأخبرني أبو البركات هذا بفاس حين قدمها بأنه قرأ كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي على شهدة وإنه لما ودعها انشدته ... إن عبد الرحمن أودع قلبي ... حسرات بالبعد بعدالتلاق ... ... زارني زورة شفت سقم القلب ... شفاء السليم بالدرياق ... بن الطيلساني أبو القاسم أنشدنا أبو البركات بقرطبة أنشدنا السلفي بما قاله بآمد ... أهدى لنا ليلة أبو حسن ... فراخ طير مشوية وسمك ... ... فقلت تباله ومخزية ... لمن يلوم يا سيدي وسمك ... ... وقد رفع البلاء من رفع ... السبع الطباق العلي لنا وسمك ... توفي أبو البركات بتونس