1465 - عبد الله بن المقفع البليغ المشهور صاحب اليتيمة له ذكر في ترجمة صالح بن عبد القدوس وفي حماد الراوية وكان مجوسيا فأسلم على يد عيسى بن علي عم المنصور قال الخليلي لما اجتمعت به رأيت علمه أكثر من عقله ويقال كان اسم أبيه رادويه وهو الذي عرب كليلة ودمنة فمن حكمه أنه قال احرص على أن توصف بأنك لا تعاجل بالثواب ولا بالعقاب ليكون ذلك ادوم لخوف الخائف ورجاء الراجي والرأي لا تتبع لكل شيء فاصرفه للمهم والمال لا يسع الناس فاصرفه في الحق والإكرام لا يمكن على العمون فخص به أهل الفضل وذكر بن عدي بسنده إلى محمد بن عمارة قال قال إسماعيل بن مسلم استشرت بن المقفع في أمرا همني فأجاد في الراي وحكى الجاحظ أن بن المقفع ومطيع بن إياس ويحيى بن زياد كانوا يتهمون ويقال أن بن المقفع مر ببيت نار المجوس فتمثل بأبيات عاتكة الذي العدل الأبيات ونقل عن بن المهدي أنه قال ما رأيت كتابا في زندقة إلا هو أصله وكان قتله بالبصرة بأمر المنصور سنة أربع وأربعين ومائة لأن المنصور لما ظفر بعمه عبد الله بن علي بعد أن كان خرج بالشام بعد موت السفاح وادعى أن السفاح عهد إليه وغلب على دمشق وكان أميرها فجهز إليه المنصور أبا مسلم الخراساني فهزمه فدخل البصرة فاستأمن له أخواه عيسى وسليمان المنصور فآمنه فطلب عبد الله من يرتب له كتاب أمان لا يستطيع المنصور أن ينقضه وكان بن المقفع كاتب سليمان أمير البصرة فأمره فكتب نسخة الأمان ومن جملته ومتى غدر أمير المؤمنين بعمه عبد الله فرقيقه أحرا ونساؤه طوالق والمسلمون في حل من بيعته فاشتد على المنصور وأمر سفيان بن معاوية المهلبي وكان يعادي المقفع أن يقتله فاحتال عليه فقتله فاستعدى عليه سليمان إلى المنصور فأحضر الشهود ليشهدوا أنه قتله فقال لهم المنصور إن قبلت شهادتهم وقتلت سفيان فخرج بن المقفع من هذا الباب ما اصنع بكم فرجعوا في الحال عن الشهادة وبطل دم بن المقفع لخصت ترجمته من المنتظم لابن الجوزي