جنبه فلما رأى ذلك عمر ذرفت عيناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما يبكيك يا عمر قال يا رسول الله كسرى وقيصر عدوا الله يفترشان الديباج والحرير وأنت نبيه وصفيه وليس بينك وبين الأرض إلا الحصير ووسادة محشوة ليفا وعند رأسه أهبة فيها ريح فقال رسول الله أولئك عجلت لهم طيباتهم ثم قال عمر يا رسول الله أطلقت نساءك قال لا فكبر عمر تكبيرة سمعها أهل المسجد ثم قال عمر يا رسول الله قلت لحفصة لا يغرنك حب رسول الله عائشة وحسنها أن تراجعيه بما تراجعه به عائشة فلما ذكر حسنها تبسم رسول الله ثم قال يا رسول الله إن كنت كرهت من حفصة شيئا فطلقها فأنت والله أحب إلي من مالي وأهلي فقال رسول الله يا عمر لا يؤمن عبد أبدا حتى أكون أحب إليه من نفسه فقال والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي فلما مضى تسع وعشرون ليلة نزل رسول الله من مشربته قالت فقلت بأبي أنت وأمي يا نبي الله قلت كلمة لم ألق لها بالا فغضبت علي أليس قلت شهرا فقال يا عائشة إنما الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعطف بإبهامه في الثالثة أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن بن مناح عن عائشة نحو حديث عمرة عن عائشة إلا أنه قال حين لقيه الأنصاري يا ويح حفصة ثم دخل على حفصة قال لعلك تراجعين النبي بمثل ما تراجعه به عائشة إنه ليس لك مثل حظوة عائشة ولا حسن زينب ثم دخل على أم سلمة فقال يا أم سلمة وتكلمن رسول الله وتراجعنه في شيء فقالت أم سلمة واعجباه وما لك وللدخول في أمر رسول الله ونسائه أي والله إنا لنكلمه فإن حمل ذلك كان أولى به وإن نهانا كان أطوع عندنا منك قال عمر