أني أتيتك بجراب كعك لا يساوي شيئا جلست وكلمتني فقال يا أبا شهاب لا تلمني فإن هذه لي ثلاثة أيام لم أذق فيها ذواقا فعذرته قالوا فلما خاف سفيان بمكة من الطلب خرج إلى البصرة فقدمها فنزل قرب يحيى بن سعيد القطان فقال لبعض أهل الدار أما قربكم أحد من أصحاب الحديث قالوا بلى يحيى بن سعيد قال جئني به فأتاه به فقال أنا ها هنا منذ ستة أيام أو سبعة فحوله يحيى إلى جواره وفتح بينه وبينه بابا وكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة يسلمون عليه ويسمعون منه فكان فيمن أتاه جرير بن حازم والمبارك بن فضالة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وحماد بن زيد وغيرهم وأتاه عبد الرحمن بن مهدي ولزمه فكان يحيى وعبد الرحمن يكتبان عنه تلك الأيام وكلما أبا عوانة أن يأتيه فأبى وقال رجل لا يعرفني كيف آتيه وذاك أن أبا عوانة سلم عليه بمكة فلم يرد عليه سفيان السلام وكلم في ذلك فقال لا أعرفه ولما تخوف سفيان أن يشهر بمقامه بالبصرة قرب يحيى بن سعيد قال له حولني من هذا الموضع فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور الأعرجي من بني سعد بن زيد مناة بن تميم فلم يزل فيهم فكلمه حماد بن زيد في تنحيه عن السلطان وقال هذا فعل أهل البدع وما تخاف منهم فأجمع سفيان وحماد بن زيد على أن يقدما بغداد قال وكتب سفيان إلى المهدي أو إلى يعقوب بن داود فبدأ بنفسه فقيل له إنهم يغضبون من هذا فبدأ بهم فأتاه جواب كتابه بما يجب من التقريب والكرامة والسمع منه والطاعة فكان على الخروج إليهم فحم ومرض مرضا شديدا وحضره الموت فجزع فقال له مرحوم بن عبد العزيز يا أبا عبد الله ما هذا الجزع إنك تقدم على الرب الذي كنت تعبده فسكن وهدأ وقال انظروا من ها هنا من أصحابنا الكوفيين فأرسلوا إلى عبادان فقدم عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر والحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش فأوصى إلى عبد الرحمن بن عبد الملك وأوصاه أن يصلي عليه فأقاما عنده حتى مات فأخرج بجنازته على أهل البصرة فجأة وسمعوا بموته وشهده الخلق وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك وكان رجلا صالحا رضيه سفيان لنفسه ونزل في حفرته ونزل معه خالد بن الحارث وغيرهما ودفنوه ثم انصرف عبد الرحمن بن عبد الملك والحسن بن عياش إلى الكوفة فأخبرا أهلها بموت سفيان C