اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار فلما كان اليوم الذي قبض فيه خرجت من عنده فجلست في بيت آخر بيني وبينه باب وهو في قبة له فسمعته يقول تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ثم هدأ فجعلت لا أسمع له حسا ولا حركة فقلت لوصيف كان يخدمه انظر أمير المؤمنين أنائم هو فلما دخل عليه صاح فوثبت فدخلت عليه فإذا هو ميت قد استقبل القبلة وأغمض نفسه ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه قال أخبرنا عباد بن عمر الواشحي قال حدثنا مخلد بن يزيد عن يوسف بن ماهك عن رجاء بن حيوة قال قال لي عمر بن عبد العزيز في مرضه كن فيمن يغسلني ويكفنني ويدخل قبري فإذا وضعتموني في لحدي فحل العقدة ثم انظر إلى وجهي فإني قد دفنت ثلاثة من الخلفاء كلهم إذا أنا وضعته في لحده حللت العقدة ثم نظرت إلى وجهه فإذا وجهه مسواد في غير القبلة قال رجاء فكنت فيمن غسل عمر وكفنه ودخل في قبره فلما حللت العقدة نظرت إلى وجهه فإذا وجهه كالقراطيس إلى القبلة أخبرنا عباد بن عمر الواشحي مؤذن مسجد سليمان بن حرب بالبصرة قال حدثنا مخلد بن يزيد قال لقيته منذ خمسين وكان نازلا في بني وكان فاضلا خيرا كبير السن عن يوسف بن ماهك قال بينما نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذ سقط علينا رق من السماء فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عثمان قال مات عمر بن عبد العزيز لعشر ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة وهو بن تسع وثلاثين سنة وأشهر وكانت خلافته سنتين وخمسة