فإذا أوى أصحابي إلى رحالهم بت أنا في بيت الصنم فقمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد فلما انهار الليل سمعت هاتفا من الصنم يقول ولم أكن سمعت منه كلاما قبل ذلك يا بن جهيل حل بالأصنام الويل هذا نور سطع من الأرض الحرام فودع يغوث بالسلام قال فألقى الله في قلبي البراءة من الأصنام فكتمت قومي ما سمعت فإذا هاتف يقول ... هل تسمعن القول يا عوام ... أم قد صممت عن مدى الكلام ... قد كشفت دياجر الظلام ... وأصفق الناس على الإسلام فقلت ... يا أيها الهاتف بالنوام ... لست بذي وقر عن الكلام ... فبين عن سنة الإسلام ... قال وما كنت والله عرفت الإسلام قبل ذلك فأجابني يقول ... ارحل على اسم الله والتوفيق ... رحلة لا وان ولا مشيق ... إلى فريق خير ما فريق ... إلى النبي الصادق المصدوق فرميت الصنم وخرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلّم فصادفت وفد همدان يدور بالنبي صلى الله عليه وسلّم فدخلت عليه فأخبرته خبري فسر النبي صلى الله عليه وسلّم ثم قال أخبر المسلمين وأمرني النبي صلى الله عليه وسلّم بكسر الأصنام فرجعت إلى اليمن وقد امتحن الله قلبي بالإسلام وقلت في ذلك ... ومن مبلغ عنا شآمي قومنا ... ومن حل بالأجواف سرا وجهرا ... بأنا هداها الله للحق بعدما ... تهود منا حائر وتنصرا ... وأنا برئنا من يغوث وقربه ... يعوق وتابعناك يا خير الورى