يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا إن هذا الأصيرم فما جاء به لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر فسألوه ما جاء به فقالوا له ما جاء بك يا عمرو أحدبا على قومك أم رغبة في الإسلام فقال بل رغبة في الإسلام فآمنت بالله ورسوله فأسلمت وأخذت سيفي وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى أصابني ما أصابني ثم لم يلبث أن مات في أياديهم فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال إنه لمن أهل الجنة هذا إسناد حسن رواه جماعة من طريق بن إسحاق وقد وقع من وجه آخر عن أبي هريرة سبب مناضلته عن الإسلام فروى أبو داود من وجه آخر والحاكم وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء في يوم أحد فقال أين بنو عمي قالوا بأحد قال بأحد فلبس لامته وركب فرسه ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا عمرو قال إني قد آمنت فقاتل قتالا حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخيه سلمة حمية لقومه أو غضب لله ولرسوله فقال بل غضب لله ورسوله فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة هذا إسناد حسن ويجمع بينه وبين الذي قبله بأن الذين قالوا أولا إليك عنا قوم من المسلمين من غير قومه بني عبد الأشهل وبأنهم لما وجدوه في المعركة حملوه إلى بعض أهله وقد تعين في الرواية الثانية من سأله عن سبب قتاله ووقع لابن منده في ترجمة وهمان أحدهما أنه قال عمرو بن ثابت بن وقش بن الأصيرم بن عبد الأشهل فصحف فيه وإنما هو أصيرم بن عبد الأشهل والوهم الثاني أنه فرق بينه وبين عمرو بن أقيش وهما واحد لما بيناه والله أعلم وفي البخاري من طريق إسرائيل عن بن إسحاق عن البراء أتى النبي صلى الله عليه وسلّم رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال اسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم عمل قليلا وأجر كثيرا وأخرجه مسلم من طريق زكريا بن أبي زائدة عن بن إسحاق بلفظ جاء رجل من بني النبيت قبيل من الأنصار فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم قاتل حتى قتل فذكره وأخرجه النسائي من طريق زهير عن أبي إسحاق نحو رواية إسرائيل رفعه ولفظه لو أني حملت على القوم فقاتلت حتى أقتل أكان خيرا لي ولم أصل صلاة قال نعم