وقد وقفت على ما يؤيد ذلك وهو أن بن قانع قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب الأخباري حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا زحر بن حصين عن جده حميد بن منهب عن جده أوس بن حارثة بن لأم الطائي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم في سبعين راكبا من قومي فبايعته على الإسلام الحديث بطوله قلت اختصره بن قانع فذكر طرفا منه ثم قال فذكر حديثا طويلا والحديث المذكور رويناه في جزء أبي السكين وهو زكريا بن يحيى الطائفي المذكور ورواية أبي عبيد بن جرمويه القاضي عنه قال حدثنا عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب قال قال جدي خريم بن أوس بن حارثة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم منصرفه من تبوك فقدمت عليه فأسلمت فذكر حديثا طويلا فظهر أن الحديث لخريم بن أوس لا لاوس والله أعلم وفي التاريخ المظفري أني أوس بن حارثة بن لام الطائي إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال ابسط يدك قال على ماذا قال على أن أشهد أن لا إله الا الله غير شاك وأنك رسول الله غير مرتاب وعلى أن اضرب بهذا وأشار إلى سيفه من أمرتني فقال أحسنت بارك الله عليك وابنه خريم بن أوس صاحب النبي صلى الله عليه وسلّم انتهى ولعل أوسا عمر إلى أن أدرك الإسلام ثم رأيت في جمهرة بن الكلبي أن أوس بن حارثة عاش مائتي سنة وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب المعمرين أن أوس بن حارثة المذكور عاش مائتي سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله وكان سيد قومه فرحل بنوه وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعه فهم يسبون بذلك إلى اليوم وفي ذلك يقول الاسحم بن الحارث بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء الطائي ... أتاني في المحلة أن أوسا ... على لحمان مات من الهزال ... تحمل أهله واستودعوه ... كساء من نسيج الصوف بالى انتهى وهذا يدل على أنه مات في الجاهلية