كان من فضلاء الصحابة وهو زوج أم سليم روى النسائي من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال خطب أبو طلحة أم سليم فقالت يا أبا طلحة ما مثلك برد ولكنك امرؤ كافر وأنا مسلمة لا تحل لي فإن تسلم فذلك مهري فأسلم فكان ذلك مهرها وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن جعفر وسليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة كلهم عن ثابت مطولا وفي رواية بن سعد خير من ألف رجل وعن أنس أنه كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلّم يوم أحد فرفع النبي صلى الله عليه وسلّم ينظر فرفع أبو طلحة صدره وقال هكذا لا يصيبك بعض سهامهم نحري دون نحرك صحيح الإسناد وهذا قد يخالف قول من قال إنه شهد العقبة وقد جزم بذلك عروة وموسى بن عقبة وذكروه كلهم فيمن شهد بدرا وقال النبي صلى الله عليه وسلّم لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة أخرجه أحمد مرسلا واختلف في وفاته فقال الواقدي وتبعه بن نمير ويحيى بن بكير وغير واحد مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان وقيل قبلها بسنتين وقال أبو زرعة الدمشقي عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلّم أربعين سنة وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت عن أنس قال كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم من أجل الغزو فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر قلت فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين وبه جزم المدائني ويؤيده ما أخرجه في الموطأ وصححه الترمذي من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة فذكر الحديث في التصاوير وعبيد الله لم يدرك عثمان ولا عليا فدل على تأخر وفاة أبي طلحة وقال ثابت عن أنس أيضا مات أبو طلحة غازيا في البحر فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغير أخرجه الفسوي في تاريخه وأبو يعلي وإسناده صحيح روى أبو طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلّم روى عنه ربيبه أنس وابن عباس وأبو الحباب سعيد بن يسار وغيرهم وروى مسلم وغيره من طريق بن سيرين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما حلق شعره بمنى فرق شقه الأيمن على أصحابه الشعرة والشعرتين وأعطى أبا طلحة الشق الأيسر كله وفي الصحيحين عن أنس لما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم إن أحب أموالي إلي بيرحا وإنها صدقة أرجو برها وذخرها فقال النبي صلى الله عليه وسلّم بخ بخ ذاك مال رابح الحديث