شهد العقبة في قول الجميع واختلف في شهوده بدرا والصحيح أنه لم يشهدها . ولما قدم رسول الله A المدينة آخى بينه وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار . ولم يتخلف عن رسول الله A إلا في غزوة بدر وتبوك أما بدر فلم يعاتب سول الله A فيها أحدا تخلف ؛ للسرعة - وأما تبوك فتخلف عنها لشدة الحر . وهو أحد " الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم " وهم : كعب بن مالك ومرارة بن ربيعة وهلال بن أمية فأنزل الله D فيهم : " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت " . . الآيات فتاب عليهم . والقصة مشهورة وليس كعب يوم أحد لأمة النبي A وكانت صفراء ولبس النبي A لأمته فجرح كعب يوم أحد إحدى عشرة جراحة .
وكان من شعراء رسول الله A قال ابن سيرين : كان شعراء النبي A : حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة . فكان كعب بن مالك يخوفهم الحرب وكان حسان يقبل على الأنساب وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر - قال ابن سيرين : فبلغني أن دوسا إنما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك : .
قضينا من تهامة كل وتر ... وخيبر ثم أغمدنا السيوفا .
نخيرها ولو نطقت لقالت ... قواطعهن : دوسا أو ثقيفا .
فقالت دوس : انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف .
روى عنه أبو جعفر محمد بن علي وعمر بن الحكم بن ثوبان وغيرهما .
أنبأنا إبراهيم بن محمد وغيره قالوا بإسنادهم عن محمد بن عيسى : حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال : لم أتخلف عن النبي A في غزوة غزاها حتى كانت تبوك إلا بدرا ولم يعاتب النبي A أحدا تخلف عن بدر إنما خرج يريد العير فخرجت قريش مغوثين لغيرهم فالقوا عن غير موعد . ولعمري إن أشهر مشاهد رسول الله A في الناس لبدر وما أحب أني كنت شهدتما مكان بيعتي ليلة العقبة حيث توافقنا على الإسلام ثم لم أتخلف بعد عن النبي A حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها رسول الله A وآذن النبي A بالرحيل . . فذكر الحديث بطوله - قال : " فانطلقت إلى النبي A فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنارة القمر فجلست بين يديه فقال : " أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ يوم ولدتك أمك " فقلت : يا نبي الله أمن عند الله أم من عندك قال : " بل من عند الله " ؛ ثم تلا هؤلاء الآيات : " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم " . الحديث أخرجه الثلاثة .
كعب بن مرة : .
كعب بن مرة وقيل مرة بن كعب السلمي البهزي . والأول أكثر . وقال أبو عمر : كعب بن مرة أصح . وقال ابن أبي خيثمة : هما اثنان .
سكن الأردن من الشام . روى عنه شرحبيل بن السمط وأبو الأشعث الصنعاني وأبو صالح الخولاني وسالم بن أبي الجعد .
روى عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد : أن شرحبيل بن السمط قال : يا كعب بن مرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله A قال : دعا رسول الله A على مضر . قال : فأتيته فقلت : يا رسول الله قد نصرك الله وأعطاك واستجاب لك وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم . فال : " اللهم اسقنا غيثا مغثيا طبقا غدقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار " .
ولكعب أحاديث مخرجها عن أهل الكوفة يوونها عن شرحبيل بن السمط عن كعب . وأهل الشام يروون تلك الأحاديث بأعيانها عن شرحبيل عن عمرو بن عبسة والله أعلم قاله أبو عمر - قال : وقيل : إن كعب بن مرة مات بالشأة سنة تسع وخمسين