صبوت قال : فعلت فقلت : نعم . قال : فلا تفعل ! .
قلت : قد فعلت . قال : لا تفعل ! .
قال : ثم قام فدخل وأجاف الباب دوني . قال : فلما رأيت ذلك انصرفت . فقال لي رجل : تحب أن يعلم إسلامك قال قلت : نعم . قال : فإذا جلس الناس في الحجر واجتمعوا أتيت فلانا - رجلا لم يكن يكتم السر - فاصغ إليه وقل له - فيما بينك وبينه - : " إني قد صبوت " فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه . قال : فاجتمع الناس في الحجر فجئت الرجل فدنوت منه فأصغيت إليه فيما بيني وبينه فقلت : أعلمت أني قد صبوت " فقال : " ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ " . قال : فما زال الناس يضربونني وأضربهم قال : فقال خالي : ما هذا فقيل : ابن الخطاب ! .
قال : فقام على الحجر فأشار بكمه فقال : " ألا إني قد أجرت ابن أختي " . قال : فانكشف الناس عني وكنت لا أشاء أن أرى أحدا من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب . قال فقلت : ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين قال : فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالي فقلت : اسمع . فقال : ما أسمع قال : قلت : جوارك عليك رد . قال : فقال : لا تفعل يا ابن أختي . قال : قلت : بل هو ذاك . فقال : ما شئت ! .
قال : فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام . بوت قال : فعلت فقلت : نعم . قال : فلا تفعل ! .
قلت : قد فعلت . قال : لا تفعل ! .
قال : ثم قام فدخل وأجاف الباب دوني . قال : فلما رأيت ذلك انصرفت . فقال لي رجل : تحب أن يعلم إسلامك قال قلت : نعم . قال : فإذا جلس الناس في الحجر واجتمعوا أتيت فلانا - رجلا لم يكن يكتم السر - فاصغ إليه وقل له - فيما بينك وبينه - : " إني قد صبوت " فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه . قال : فاجتمع الناس في الحجر فجئت الرجل فدنوت منه فأصغيت إليه فيما بيني وبينه فقلت : أعلمت أني قد صبوت " فقال : " ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ " . قال : فما زال الناس يضربونني وأضربهم قال : فقال خالي : ما هذا فقيل : ابن الخطاب ! .
قال : فقام على الحجر فأشار بكمه فقال : " ألا إني قد أجرت ابن أختي " . قال : فانكشف الناس عني وكنت لا أشاء أن أرى أحدا من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب . قال فقلت : ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين قال : فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالي فقلت : اسمع . فقال : ما أسمع قال : قلت : جوارك عليك رد . قال : فقال : لا تفعل يا ابن أختي . قال : قلت : بل هو ذاك . فقال : ما شئت ! .
قال : فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام .
أنبأنا أبو جعفر بن أحمد بن علي بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال : ثم إن قريشا بعثت عمر بن الخطاب وهو يومئذ مشرك في طلب رسول الله A ورسول الله في دار في أصل الصفا فلقيه النحام - وهو نعيم بن عبد الله بن أسيد وهو أخو بني عدي بن كعب قد أسلم قبل ذلك وعمر متقلد سيفه - فقال : يا عمر أين تريد فقال : أعند إلى محمد الذي سفه أحلام قريش وشتم آلهتهم وخالف جماعتهم . فقال النحام : والله لبئس الممشى يا عمر ! .
ولقد فرطت وأردت هلكة عدي بن كعب ! .
أو تراك تفلت من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا فتحاوروا حتى ارتفعت أصواتهما فقال له عمر : إني لأظنك قد صبوت ولو أعلم ذلك لبدأت بك ! .
فلما رأى النحام أنه غير منته قال : فإني أخبرك أن أهلك وأهل ختنك قد أسلموا واركوك وما أنت عليه من ضلالتك . فلما سمع عمر تلك يقولها قال : وأيهم قال : ختنك وابن عمك وأختك . فانطلق عمر حتى أتى أخته وكان رسول الله A إذا أتته طائفة من أصحابه من ذوي الحاجة نظر إلى أولي السعة فيقول : عندك فلان . فوافق ذلك ابن عم عمر وختنة - زوج أخته - سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فدفع إليه رسول الله A خباب بن الأرت وقد أنزل الله تعالى : " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " .
وذكر نحو ما تقدم وفيه زيادة ونقصان . قال ابن إسحاق : فقال عمر عند ذلك - يعني إسلامه : والله لنحن بالإسلام أحق أن نبادي منا بالكفر فليظهرن بمكة دين الله فإن أراد قومنا بغيا علينا ناجزناهم وإن قومنا أنصفونا قبلنا منهم . فخرج عمر وأصحابه فجلسوا في المسجد فلما رأت قريش إسلام عمر سقط في أيديهم