أخبرنا مسمار بن عمر بن العويس وأبو فرج محمد بن عبد الرحمن الواسطي وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل قال : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : رأيت عمر قبل أن يصاب بأيام بالمدينة ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال : كيف فعلتما أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق قالا : حملناها أمرا وهي له مطيقة وذكر قصة قتل عمر Bه قال : فقالوا له : أوص يا أمير المؤمنين ؛ استخلف . قال : ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو : الرهط الذين توفي رسول الله A وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن وقال : يشهدكم عبد الله بن عمرن وليس له من الأمر شيء كهيئة التعزية له . فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة . وقال : أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم . وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يغضي عن مسيئهم . وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم . وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يأخذ من حواشي أموالهم ويزد على فقرائهم . وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله أن يوفي لهم بعهدهم وأن يقتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم . فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر وقال يستأذن عمر بن الخطاب فقالت يعني عائشة : أدخلوه فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه .
فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن : اجعلوا أمركم إلى ثلاث منك قال الزبير : قد جعلت أمري إلى علي وقال طلحة : قد جعلت أمري إلى عثمان . وقال سعد : قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن . فقال عبد الرحمن : أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه . فأسكت الشيخان . فقال عبد الرحمن : أفتجعلونه إلي والله علي أن لا آلو عن أفضلكم قالا : نعم . وأخذ بيد أحدهما فقال : لك قرابة من رسول الله A والقدم في الإسلام ما قد علمت فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن . ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال : ارفع يدك يا عثمان . فبايعه وبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه .
وبويع عثمان بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام قاله أبو عمر .
مقتله .
قتل عثمان Bه بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو : سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة قاله نافع .
وقال أبو عثمان النهدي : قتل في وسط أيام التشريق .
وقال ابن إسحاق : قتل عثمان على رأس أحد عشرة سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من مقتل عمر بن الخطاب وعلى رأس خمس وعشرين من متوفي رسول الله A .
وقال الواقدي : قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التروية سنة خمس وثلاثين .
وقد قيل : إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة .
وقال الواقدي : حصروه تسعة وأربعين يوما وقال الزبير : حصروه شهرين وعشرين يوما .
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد : حدثني أبي حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع عن أبي معشر قال : وقتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلاف اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما وقيل : كانت إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما .
قال : وحدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يونس بن أبي اليعفور العبدي عن أبيه عن أبي سعيد مولى عثمان بن عفان : أن عثمان أعتق عشرين مملوكا يعني وهو محصور ودعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقال : إني رأيت رسول الله A البارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمرن وقالوا لي : اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه