أخبرنا إسماعيل بن عبد الله وأبو جعفر بن السمين وإبراهيم بن محمد الفقيه بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال : أخبرنا ابن منيع أخبرنا عباد بن العوام أخبرنا ميمون أبو حمزة عن أبي صالح عن أم سلمة قالت : " رأى رسول الله A غلاما لنا يقال له : أفلح إذا سجد نفخ " فقال : " يا أفلح ترب وجهك " فهذا أبو عيسى قد جعل الذي قال له النبي A : " ترب وجهك " هو مولى أم سلمة فما لابن منده عذر في أنه قال في الأول أراه الذي قال له رسول الله A : " ترب وجهك " قال الترمذي : وروى بعضهم عن أبي حمزة فقال : مولى لنا يقال له : رباح ويرد في موضعه إن شاء الله تعالى .
أفلح أبو فكيهة .
أفلح أبو فكيهة مولى بني عبد الدار وقيل : مولى صفوان بن أمية أسلم قديما بمكة وكان ممن يعذب في الله وهو مشهور بكنيته ويذكر هناك إن شاء الله تعالى وقيل : اسمه يسار ذكره الطبري .
باب الهمزة والقاف وما يثلثهما .
الأقرع بن حابس .
ب د ع الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ساقوا هذا النسب إلا أن ابن منه وأبا نعيم قالا : جندلة بدل حنظلة وهو خطأ والصواب حنظلة قدم على النبي A مع عطارد بن حاجب بن زرارة والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وغيرهم من أشراف تميم بعد فتح مكة وقد كان الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري شهدا مع رسول الله A فتح مكة وحنينا وحضرا الطائف .
فلما قدم وفد تميم كان معهم فلما قدموا المدينة قال الأقرع بن حابس حين نادى : يا محمد إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال رسول الله A : ذلكم الله سبحانه . وقيل : بل الوفد كلهم نادوا بذلك فخرج إليهم رسول الله A وقال : ذلكم الله فما تريدون قالوا : نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك فقال النبي A : ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا ولكن هاتوا فقال الأقرع بن حابس لشاب منهم : قم يا فلان فاذكر فضلك وقومك فقال : الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء فنحن خير من أهل الأرض أكثرهم عددا وأكثرهم سلاحا فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا وبفعال هو أفضل من فعالنا . فقال رسول الله A لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري وكان خطيب النبي A : قم فأجبه فقام ثابت فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوها وأعظم الناس أحلاما فأجابوه والحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قالها منع منا نفسه وماله ومن أباها قاتلناه وكان رغمه في الله تعالى علينا هينا أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات فقال الزبرقان بن بدر لرجل منهم : يا فلان قم فقل أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال : " الطويل " .
نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع .
ونطعم الناس عند المحل كلهم ... من السديف إذا لم يؤنس القزع .
إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد ... إنا كذلك عند الفخر نرتفع .
فقال رسول الله A : علي بحسان بن ثابت فحضر وقال : قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود والعود : الجمل المسن . فقال له رسول الله A : ثم فأجبه فقال : أسمعني ما قلت فأسمعه فقال حسان : " الطويل " .
نصرنا رسول الله والدين عنوة ... على رغم عات من معد وحاضر .
بضرب كإبزاغ المخاض مشاشه ... وطعن كأفواه اللقاح الصوادر .
وسل أحدا يوم استقلت شعابه ... بضرب لنا مثل الليوث الخوادر .
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى ... إذا طاب ورد الموت بين العساكر .
ونضرب هام الدارعين وننتمي ... إلى حسب من جذم غسان قاهر