قال : وأخبرنا أبي أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل حدثنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أحمد بن سهل الفقيه حدثنا إبراهيم بن معقل حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب قال : قال مالك : قد أقام ابن عمر بعد النبي A ستين سنة يفتي الناس في الموسم وغير ذلك قال مالك : وكان ابن عمر من أئمة المسلمين .
قال : وأخبرنا أبي أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي أخبرنا أبو محمد الجوهري و أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أبو بكر بن معروف حدثنا الحسين بن القهم حدثنا محمد بن سعد قال : " أخبرت عن مجالد عن الشعبي قال : كان ابن عمر جيد الحديث ولم يكن جيد الفقه " .
وكان ابن عمر شديد الإحتياط والتوقي لدينه في الفتوى وكل ما تأخذ به نفسه حتى إنه ترك المنازعة في الخلافة مع كثرة ميل أهل الشام إليه ومحبتهم له ولم يقاتل في شيء من الفتن ولم يشهد مع علي شيئا من حروبه حين أشكلت عليه ثم كان بعد ذلك يندم على ترك القتال معه .
أخبرنا القاضي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة أخبرنا عمي أبو المجد عبد الله بن محمد حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن سعيد حدثنا أبو النمر الحارث بن عبد السلام بن رغبان الحمصي حدثنا الحسين بن خالويه حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز حدثنا محمد بن الحسين بن يحيى الكوفي حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن ابن حبيب أخبرني أبي قال : قال ابن عمر حين حضره الموت : " ما أجد في نفسي من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية " .
أخرجه أبو عمر وزاد فيه : " مع علي " .
وكان جابر بن عبد الله يقول : " ما منا إلا من مالت به الدنيا وما بها ما خلا عمر وابنه عبد الله " .
وقال له مروان بن الحكم ليبايع له بالخلافة وقال له : إن أهل الشام يريدونك . قال : فكيف أصنع بأهل العراق قال : تقاتلهم . قال : والله لو أطاعني الناس كلهم إلا أهل فدك " . فإن قاتلتهم يقتل منهم رجل واحد لم أفعل . فتركه .
وكان بعد رسول الله A يكثر الحج وكان كثير الصدقة وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا .
قال نافع : كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه فربما لزم أحدهم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه فيقول له أصحابه : يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعوك ! .
فيقول ابن عمر : من خدعنا بالله انخدعنا له .
قال نافع : ولقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال فلما أعجبه سيره أناخه بمكانهن ثم نزل عنه فقال : يا نافع انزعوا عنه زمامه ورحله وأشعروه وجللوه وأدخلوه في البدن .
وقال نافع : دخل ابن عمر الكعبة فسمعته وهو ساجد يقول : " قد تعلم يا ربي ما يمنعني من مزاحمة قريش على الدنيا إلا خوفك " .
وقال نافع : كان ابن عمر إذا قرأ هذه الآية : " ألم يأن للذين آمنوا أن نخشع قلوبهم لذكر الله " " الحديد 16 " بكى حتى يغلبه البكاء .
وقال ابن عمر : " البر شيء هين : وجه طلق وكلام لين " .
وروى ابن عمر عن النبي A فأكثر . وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وأبي ذر ومعاذ بن جبل ورافع بن خديج وأبي هريرة وعائشة .
وروى عنه ابن عباس وجابر والأغر المزني من الصحابة . وروى عنه من التابعين بنوه : سالم وعبد الله وحمزة . وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن . ومصعب بن سعد وسعيد المسيب وأسلم مولى عمر ونافع مولاه وخلق كثير .
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي أخبرنا أبو بكر بن بدران الحلواني أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب المعروف بابن قفرجل حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رفعه قال : " كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا ومات وهو مدمنها لم يشرب منها في الآخرة "