واحتج من زعم أن عبد الله لا صحبة له بأن يروي عن أبيه . وليس فيه حجة فقد روى ابن عمر عن أبيه وكثير ممن له ولأبيه صحبة يروي الابن تارة عن النبي A وتارة عن أبيه عن النبي A في بعض ما يروى وأما رواية الصحابة بعضهم عن بعض فكثير حتى أن عليا مع كثرة صحبته وملازمته يروي عن أبي بكر عن النبي A .
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن ابن أبي حدرد الأسلمي أنه قال : كان ليهودي عليه أربعة دراهم فاستعدى عليه فقال : يا محمد إن لي على هذا أربعة دراهم وقد غلبني عليها . فقال : أعطه حقه . قال : والذي بعثك بالحق ما اقدر عليها ! .
قال : أعطه حقه . قال : والذي نفسي بيده ما أقدر عليها قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر فأرجو أن تغنمنا شيئا فأرجع فأقضيه قال : فأعطه حقه - قال : وكان النبي A إذا قال ثلاثا لا يراجع - فخرج بن ابن أبي حدرد إلى السوق وعلى رأسه عصابة وهو متزر ببردة فنزع العمامة من رأسه فاتزر بها ونزع البردة فقال : اشتر مني هذه البردة فباعها منه بأربعة دراهم فمرت عجوز فقالت : ما لك يا صاحب رسول الله A فأخبرها فقالت : هادونك هذا لبرد عليها فطرحته عليه .
وتوفي عبد الله سنة إحدى وسبعينن قاله الواقدي وضمرة بن ربيعة ويحيى بن " عبد الله " بن بكير وإبراهيم بن المنذر وكان عمره إحدى وثمانين سنة وقال خليفة مات زمن مصعب بن الزبير . روى عنه ابنه القعقاع وغيره .
عبد الله بن حذافة .
" ب د ع " عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي يكنى أبا حذافة قاله أبو نعيم وأبو عمر .
وقال ابن منده : عبد الله بن حذافة بن سعد بن عدي بن قيس بن سعد بن سهم . والأول أصح ونقلت قول ابن منده من نسخ صحاح وهو غلط .
وأمه بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة أسلم قديما وصحب رسول الله A وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة وهو أخو خنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل النبي A .
قال أبو سعيد الخدري : إن عبد الله شهد بدرا . ولم يصح ولم يذكره موسى بن عقبة ولا عروة ولا ابن شهاب ولا ابن إسحاق في البدريين .
وشهد له رسول الله A أنه ابن حذافة .
أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك : أن رسول الله A خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن بين يديها أمورا عظاما ثم قال : " من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا " . قال : فسأله عبد الله بن حذافة فقال : من أبي قال : " أبوك حذافة " . . . وذكر الحديث .
وأرسله رسول الله A بكتابه إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام فمزق كتاب رسول الله A فقال رسول الله A : " اللهم مزق ملكه " . فقتله ابنه شيرويه