كان علي Bه إذا وصف رسول الله A قال : لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد كان ربعة من القوم لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم كان في وجهه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجرد ذو مسربة شئن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب إذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجرأ الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله A .
أخبرنا يحيى بن محمد بن سعد الأصفهاني أخبرنا أبو الطيب طلحة بن أبي منصور الحسين بن أبي الصالحاني أخبرنا جدي أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني الواعظ أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ حدثنا محمد بن العباس بن أيوب حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري من كتابه " ح " قال أبو الشيخ : وحدثنا إسحاق بن جميل حدثنا سفيان بن وكيع قالا : حدثنا جميع بن عمر العجلي حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة عن ابن أبي هالة عن الحسن بن علي قال : سألت خالي عن دخول النبي A فقال : كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءا لله D وجزءا لأهله وجزءا لنفسه ثم يجعل جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة ولا يدخر عنهم شيئا .
فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل على قدر فضائلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم والأمة عن مسألتهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول : " ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغي حاجته ؛ فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة " لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة .
قال : فسألته عن مخرجه : كيف كان يصنع فيه فقال : كان رسول الله A يخزن لسانه إلا فيما يعنيه أو يعنيهم ويؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسأل عما في الناس يحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهيه . معتدل الأمر غير مختلف لا يميل مخافة أن يغفلوا ويميلوا لا يقصر عن الحق ولا يتجاوزه الذين يلونه من الناس خيارهم وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة .
فسألته عن مجلسه فقال : كان رسول الله A لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله D ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه ؛ من جالسه أو قاومه لحاجة سايره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجة لم ينصرف إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس خلقه فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة وصدق لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته معتدلين يتواصون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب .
قلت : كيف كانت سيرته في جلسائه قال :