قال : وحدثني البخاري : أخبرنا أبو نعيم أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبي أسيد قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اجلسوا ها هنا " فدخل وقد أتي بالجونية فأنزلت في بيت من نخل ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هبي لك نفسك " . قالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة قال : فأهوى بيده يضعها عليها لتسكن فقالت : أعوذ بالله منك فقال : " عذت بمعاذ " . ثم خرج من عندها علينا فقال : " يا أبا أسيد : اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها " .
وقد سماها البخاري أميمة وقيل : عمرة . وترد هناك إن شاء الله تعالى .
أخرجها أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى . وأخرجها ابن منده فسماها أميمة .
أسماء بنت يزيد بن السكن .
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية وهي ابنة عمة معاذ بن جبل . قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاطها . روى عنها شهر بن حوشب ومجاهد وإسحاق بن راشد ومحمود بن عمرو وغيرهم .
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي بإسناده عن أبي داود : حدثنا أبو توبة أخبرنا محمد بن مهاجر عن أبيه عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تقتلوا أولادكم سرا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه " .
وروى يحيى بن أبي كثير عن محمود بن عمرو عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم .
أسماء بنت يزيد الأشهلية .
أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل . رسالة النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
روى عنها مسلم بن عسد أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله . أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فامنا بك وبإلاهك . وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم . أفما نشارككم في هذا الأجر والحير فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا . فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال : " افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله " . فانصرفت المرأة وهي تهلل .
أخرجه الثلاثة . وقال أبو نعيم : أفردها المتأخر عن المتقدمة وهي عندي المتقدمة يعني أسماء بنت يزيد بن السكن .
قلت : قد جعل ابن منده وأبو نعيم أسماء بنت يزيد الأشهلية غير أسماء بنت يزيد بن السكن وذكرا حديث رسالة النساء للأشهلية . وأما أبو عمر فإنه جعل أسماء بنت يزيد بن السكن هي الأشهلية وهي رسول النساء فجعل المرأتين واحدة ووافقه أبو نعيم فإنه جعل ترجمتين مثل ابن منده وأنكر على ابن منده وقال : أفردها المتأخر وهي المتقدمة . وقد جعل أحمد بن حنبل أسماء بنت يزيد بن السكن هي الأشهلية .
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد : حدثني أبي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثني عبد الله بن أبي حسين عن شهر بن حوشب : أن أسماء بنت يزيد بن السكن إحدى نساء بني عبد الأشهل قالت : إني قينت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم... وذكر الحديث