قال أبو عمر : إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه أقبل مع قومه إلى رسول الله A وكانوا في سفينة فألقتهم إلى الحبشة وخرجوا مع جعفر وأصحابه هؤلاء في سفينة وهولاء في سفينة فقدموا جميعا حين افتتح رسول الله A خيبر فقسم لأهل السفينتين . ويصدق هذا القول ما أخبرنا بن يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما عن مسلم بن الحجاج : حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني قالا : حدثنا أبو أسامة حدثني بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال : بلغنا مخرج رسول الله A ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين أنا وإخوان لي أنا أصغرهما . أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال : بضع وإما قال : ثلاثة وخمسون رجلا من قومي . قال : فركبنا السفينة فألقتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده فقال جعفر : إن رسول الله A بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا . فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا . قال : فوافقنا رسول الله A حين افتتح خيبر فأسهم لنا . أو قال : أعطانا منها . وما قسم لأحد غاب عن خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه . وهذا حديث صحيح . وقيل : إن رسول الله A لم يقسم لهم . واستعمله عمر بن الخطاب على البصرة بعد المغيرة بن شعبة ثم إن عثمان عزله فلما منع أهل الكوفة سعيد بن العاص أميرهم على الكوفة طلبوا من عثمان أن يستعمل عليهم أبا موسى فاستعمله فلم يزل عليها حتى استخلف علي فأقره عليها . فلما سار علي إلى البصرة ليمنع طلحة والزبير عنها أرسل إلى أهل الكوفة يدعوهم لينصروه فمنعهم أبو موسى وأمرهم بالقعود في الفتنة فعزله علي عنها وصار أحد الحكمين فخدع فانخدع وسار إلى مكة فمات بها . وقيل : مات بالكوفة سنة اثنتين وأربعين . وقيل : سنة أربع وأربعين . وقيل : سنة خمسين . وقيل : سنة اثنتين وخمسين . أخرجه أبو نعيم وأبو موسى مختصرا وأخرجه أبو عمر مطؤلا وقد تقدم في اسمه أكثر من هذا .
أبو موسى الأنصاري .
د ع أبو موسى الأنصاري . مدني له صحبة .
روى عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي عن محمد بن يزيد البزاز عن السري بن عبد الله السلمي عن حاتم بن ربيعة العامري وعبد الله بن عبد الله عن عمه نافع أبي سهيل قال : حدثنا أبو موسى الأنصاري صاحب النبي A - وكان من خيار أصحاب النبي A . قال : إنا لقاعدون عند النبي A إذ قال : " إن رحى الأيمان دائرة فدوروا مع القرآن حيث دار " . قالوا : فان لم نستطع ذلك قال : " فكونوا كحواري عيسى ابن مريم A شققوا بالمناشير وصلبوا فوق الخشب وإن موتا في طاعة خير من حياة في معصية ألا إنه كانت أمرأة في بني إسرائيل كانوا يتعدون عليهم فلم يمنعهم من أن واكلوهم وشاربوهم وداخلوهم وآزروهم فلما رأى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض " .
قال عبد الله بن عبد الرحمن : ذكرته للبخاري فأنكره ولم يعرف أبا موسى ولا حاتم بن ربيعة . أخرجه ابن منده وأبو نعيم .
أبو موسى الحكمي .
د ع أبو موسى الحكمي . روى الحجاج بن فرافصة عن عمرو بن أبي سفيان قال : كنا عند مروان بن الحكم فجاءه أبو موسى الحكمي فقال له مروان : هل كان ذكر القدر على عهد رسول الله A فقال : قال النبي A : " لا تزال هذه الأمة متمسكة بما هي فيه ما لم تكذب بالقدر " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم .
أبو موسى الغافقي