أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بإسناده عن أبي داود قال : حدثنا ابن السرح حدثنا ابن وهب عن حيوة عن أبي عثمان الوليد بن الوليد عن عمران بن أبي أنس عن أبي خراش السلمي أنه سمع رسول الله A يقول : " من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه " . روى هذا الحديث يحيى بن يعلى عن سعيد بن مقلاص - وهو ابن أبي أيوب - عن الوليد عن عمران عن حدرد السلمي . وقد تقدم في حدرد .
أخرجه الثلاثة .
أبو خراش الرعيني .
أبو خراش الرعيني وهو المدني .
روى إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبي الخير مرثد بن عبد الله عن أبي خراش الرعيني قال : أسلمت وعندي أختان فأتيت النبي A فذكرت ذلك له فقال : " طلق أيتهما شئت " . ولم يقل إحداهما .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم .
أبو خراش الهذلي .
ب أبو خراش الهذلي الشاعر واسمه : خويلد بن مرة من بني قرد بن عمرو بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل .
وكان ممن يعدو على قدميه فيسبق الخيل وكان في الجاهلية من فتاك العرب ثم أسلم فحسن إسلامه وكان جميل بن معمر الجمحي قد قتل أخاه زهير المعروف بالعجوة يوم فتح مكة مسلما وكان جميل كافرا وقيل : كان زهير ابن عمه . وذكر ابن هشام أن زهيرا أسر يوم حنين وكتف فرآه جميل بن معمر وكان مسلما فقال : أنت الماشي لنا بالمعايب ! .
فضرب عنقه فقال أبو خراش يرثيه . كذا قال أبو عبيدة والأول قول محمد بن يزيد ولذلك قال أبو خراش : الطويل .
فجع أضيافي جميل بن معمر ... بذي فجر تأوي إليه الأرامل .
طويل نجاد السيف ليس بجدير ... إذا اهتز واسترخت عليه الحمائل .
إلى بيته يأوي الغريب إذا شتا ... ومهلتك بالي الدريسين عائل .
تكلد يداه تسلمان رداءه ... من الجود لما استقبلته الشمائل .
فأقسم لو لاقيته غير موثق ... لآبك بالجزع الضباع النواهل .
وإنك لو ولجهته ولقيته ... ونازلته أو كنت ممن ينازل .
لكنت جميل أسوأ الناس صرعة ... ولكن أقرن الظهور مقاتل .
وهي أطول من هذا . وقد قيل : إن هذا الشعر يرثي به أخاه عروة بن مرة . ومن جيد قوله في أخيه : الطويل .
تقول : أراه بعد عروة لاهياوذلك رزء ما علمت جليل .
فلا تحسبني أني تناسيت عهده ... ولكن صبري يا أميم جميل .
ألم تعلمني أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء : مالك وعقيل .
قال أبو عمر : ولأبي خراش أيضا في المراثي أشعار حسان فمن شعر له : الطويل .
حمدت إلهي بعد عروة إذا نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض .
على أنها تدمى الكلوم وإنما ... توكل بالأدنى وإن جل ما يمضي .
فو الله لا أنسى قتيلا رزئته ... بجانب قوسى ما مشيت على الأرض .
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... على أنه قد سل من ماجد محض .
قال أبو عمر : لم يبق عربي بعد حنين والطائف إلا أسلم منهم من قدم ومنهم من لم يقدم وقنع بما أتاه به وافد قومه من الدين عن النبي A . وأسلم أبو خراش فحسن إسلامه وتوفي أيام عمر بن الخطاب . وكان سبب موته أنه أتاه نفر من أهل اليمن قدموا حجاجا فمشى إلى الماء ليأتيهم بماء يسقيهم ويطبخ لهم فنهشته حية فأقبل مسرعا وأعطاهم الماء وشاة وقدرا وقال : " اطبخوا وكلوا " ولم يعلمهم ما أصابه فباتوا ليلتهم حتى أصبحوا فأصبح أبو خراش وهو في الموتى فلم يبرحوا حتى دفنوه . أخرجه أبو عمر ولم يذكر له وفادة وإنما ذكره في الصحابة لأن أبا خراش أسلم في حياة رسول الله A ولهذا ذكر إسلام العرب بعد حنين والطائف . قال بعض العلماء : قرد بن معاوية الذي في نسب أبي خراش هو الذي يضرب به المثل فيقال : أزنى من قرد .
أبو الخريف بن ساعدة