أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن المسور : ومروان قالا : فلما أمن الناس وتفوضلوا لم يكلم أحد في الإسلام إلا دخل فيه فلقد دخل في تلك السنتين أكثر مما كان دخل فيه قبل ذلك وكان صلح الحديبية فتحا عظيما ولما قدم رسول الله A المدينة واطمأن بها أقبل إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة فكتب إلى رسول الله A الأخنس بن شريق الثقفي ولأزهر بن عبد عوف وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عامر بن لؤي استأجره ليرد عليهم صاحبهم أبا بصير فقدما على رسول الله A ودفعا إليه كتابهما فدعا رسول الله A أبا بصير فقال له : " يا أبا بصير إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد عملت وإنا لا نغدر فالحق بقومك " . فقال يا رسول الله تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني ! .
فقال رسول الله A : " اصبر يا أبا بصير واحتسب فإن الله جاعلا لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجا ومخرجا " . قال : فخرج أبو بصير وخرجا حتى إذا كانوا بذي الحليفة جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري : أصارم سيفك قال : نعم . قال : أنظر إليه قال : إن شئت فاستله . فضرب به عنقه وخرج المولى يشتد وطلع على رسول الله A وهو جالس في المسجد فلما رآه قال : هذا رجل قد رأى فزعا . فلما انتهى إليه قال : قتل صاحبكم صاحبي . فما برح حتى طلع أبو بصير متوشح السيف فوقف على رسول الله A فقال : يا رسول الله وفت ذمتك وقد امتنعت بنفسي . فقال رسول الله A : " ويل أمه ! .
محش حرب لو كان معه رجال " ! .
فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص وكان طريق أهل مكة إلى الشام فسمع به من كان بمكة من المسلمين فلحقوا به حتى كان في عصبة من المسلمين قريب من ستين أو سبعين وكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه ولم يمر بهم عير إلا اقتطعوها حتى كتبت فيهم قريش إلى رسول الله A يسألونه بأرحامهم لما آواهم فلا حاجة لنا بهم ففعل رسول الله A فقدموا عليه المدينة . وقيل إن أبا جندل بن سهيل بن عمرو كان ممن لحق بأبي بصير وكان عنده . فلما أرسلت قريش إلى النبي A في أمرهم كتب إلى أبي بصير وأبي جندل ليقدما عليه فيمن معهما فقرأ أبو جندل كتاب رسول الله A وأبو بصير مريض فمات فدفنه أبو جندل وصلى عليه وبنى على قبره مسجدا .
أخرجه أبو عمر .
أبو بصيرة .
ب أبو بصيرة .
قال أبو عمر : ذكر سيف بن عمر أن أبا بصيرة الأنصاري شهد قتال اليمامة وذكر به هناك خبرا .
أخرجه أبو عمر .
أبو بكر .
س أبو بكر .
ذكره الحافظ أبو مسعود في الصحابة . وروى عن الحجاج بن المنهال عن حماد عن علي - عن أبي العالية عن أبي بكر بن حفص : أن رسول الله A دخل على عبد الله بن رواحة يعوده فقال القوم : يا رسول الله ما ظنناه يموت حتى يقتل في سبيل الله ! .
فقال رسول الله A : " هل تدرون من شهداء أمتي " فسكت القوم فقال عبد الله بن رواحة : أجيبوا رسول الله A : فقالوا : من عقر جواده وأريق دمه . فقال : " إن شهداء أمتي إذا لقليل المقتول شهيد والغريق شهيد والمبطون شهيد والمطعون شهيد والنفساء شهيدة " . روى هذا الحديث شعبة عن أبي مصبح أو ابن مصبح عن عبادة بن الصامت . أخرجه أبو موسى وقال : أبو بكر هذا أظنه ابن حفص بن عمرو بن سعد بن أبي وقاص .
أبو بكر الصديق .
ب أبو بكر الصديق Bه واسمه : عبد الله بن عثمان . وقد تقدم ذكره ونسبه ومناقبه في ترجمة اسمه وقد ذكرنا هناك الاختلاف في اسمه . وأمه سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب وهي ابنة عم أبيه .
روى حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن النبي A قال لأبي بكر : " من أكبر أنا أو أنت " قال : أنت أكبر وأكرم مني وأنا أسن منك . وهذا لا يعرف إلا بهذا الإسناد والذي عليه أهل العلم أن سن أبي بكر يكمل مع مدة خلافته بقدار سن رسول الله A .
أخرجه أبو عمر .
أبو بكرة الثقفي