وروينا أن أم هانىء بنت أبي طالب استأمنت له النبي A فأمنه يوم الفتح وكانت إذ أمنته قد أراد على قتله وحاول أن يغلبها عليه فدخل النبي A منزلها ذلك الوقت فقالت يا رسول الله ألا ترى إلى ابن أمي يريد قتل رجل أجرته فقال رسول الله A : " قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت " . فأمنه .
هكذا قال الزبير وغيره وفى حديث مالك وغيره أن الذي أجارته بعض بني زوجها هبيرة بن أبى وهب .
وأسلم الحارث فلم ير منه في إسلامه شي يكره وشهد مع رسول الله A حنينا فأعطاه مائة من الإبل كما أعطى المؤلفة قلوبهم .
وروى أن رسول الله A ذكر الحارث بن هشام وفعله في الجاهلية في قرى الضيف وإطعام الطعام فقال إن الحارث لسري وإن كان أبوه لسريا ولوددت أن الله هداه إلى الإسلام .
وخرج إلى الشام في زمن عمر بن الخطاب راغبا في الرباط والجهاد فتبعه أهل مكة يبكون لفراقه فقال إنها النقلة إلى الله وما كنت لأوثر عليكم أحدا فلم يزل بالشام مجاهدا حتى مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة .
وقال المدائني قتل الحارث بن هشام يوم اليرموك وذلك في رجب سنة خمس عشرة وفي الحارث بن هشام يقول الشاعر : .
أحسبت أن أباك يوم تسبني ... في المجد كان الحارث بن هشام .
أولى قريش بالمكارم كلها ... في الجاهلية كان والإسلام .
وأنشد الشاعر أبو زيد عمر بن شبة للحارث بن هشام : .
من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن .
إذ نلبس العيش صفوا لا يكدره ... طعن الوشاة ولا ينبو بنا الزمن .
وخلف عمر بن الخطاب Bه على امرأته فاطمة بنت الوليد ابن المغيرة وهي أم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وقالت طائفة من أهل العلم بالنسب لم يبع من وفد الحارث بن هشام إلا عبد الرحمن بن الحارث وأخته أم حكيم بنت حكيم بنت الحارث بن هشام .
روى ابن المبارك عن الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال خرج الحارث بن هشام من مكة فجزع أهل مكة جزعا شديدا فلم يبق أحد يطعم إلا وخرج معه يشيعه حتى إذا كان بأعلى البطحاء أو حيث شاء الله من ذلك وقف ووقف الناس حوله يبكون فلما رأى جزع الناس قال يا أيها الناس إني والله ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم ولا اختيار بلد على بلدكم ولكن كان هذا الأمر فخرجت فيه رجال من قريش والله ما كانوا من ذوي أسنانها ولا من بيوتاتها فأصبحنا والله لو أن جبال مكة ذهب فأنفقناها في سبيل الله ما أدركنا يوم من أيامهم والله لئن فأتونا به في الدنيا لنلتمسن أن يشاركهم به في الآخرة فاتقى الله أمرؤ .
فتوجه إلى الشام واتبعه ثقلة فأصيب شهيدا .
روى عنه أبو نوفل بن أبي عقرب معاوية بن مسلم الكناني وروى عن ابنه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وذكر الزهري أن عبد الرحمن بن سعد المقعد أخبره أن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبره عن أبيه أنه قال يا رسول الله أخبرني بأمر أعتصم به فقال : " املك عليك هذا " . وأشار إلى لسانه قال فرأيت أن ذلك يسير .
ومن رواية ابن شهاب لهذا الحديث عنه من يقول قال عبد الرحمن فرأيت أن ذلك شيء يسير وكنت رجلا قليل الكلام ولم أفطن له فلما رمته فإذا لا شيء أشد منه .
الحارث بن هشام الجهني .
الحارث بن هشام الجهني أبو عبد الرحمن حديثه عند أهل مصر .
الحارث بن يزيد القرشي العامري .
الحارث بن يزيد القرشي العامري من بني عامر بن لؤي فيه نزلت : " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ " . النساء : 92 . وذلك لأنه خرج مهاجرا إلى النبي A فلقيه عياش بن أبي ربيعة بالحرة وكان ممن يعذبه بمكة مع أبي جهل فعلاه بالسيف وهو يحسبه كافرا ثم جاء إلى النبي A فأخبره فنزلت : " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ " . فقرأها النبي A ثم قال لعياش " قم فحرر " .
الحارث بن يزيد .
الحارث بن يزيد بن آنيسة ويقال ابن أنيسة وهو الذي لقيه عياش بن أبي ربيعة بالبقيع عند قدومه المدينة وذلك قبل أحد هكذا ذكره أبو حاتم .
الحارث المليكي