وقال أبو عبيدة : لما فرغ رسول الله A من خيبر توجه إلى مكة معتمرا سنة سبع وقدم عليه جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة فخطب عليه ميمونة بنت الحارث الهلالية وكانت أختها لأمها أسماء بنت عميس عند جعفر وسلمى بنت عميس عند حمزة وأم الفضل عند العباس فأجابت جعفر بن أبي طالب إلى رسول الله A وجعلت أمرها إلى العباس فأنكحها النبي A فلما رجع بنى بها بسرف حلالا وكان قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن مصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي . وقال : يقال بل عند سبرة بن أبي رهم قال وماتت بسرف . هذا كله قول أبي عبيدة .
وقال عبيد الله بن محمد بن عقيل : كانت ميمونة قبل النبي A عند حويطب بن عبد العزى . وقال عقيل عن ابن شهاب : كانت تحت أبي رهم بن عبد العزى . قال ابن شهاب : وهي التي وهبت نفسها للنبي A وكذلك قال قتادة قال : وفيها نزلت : " وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " . الأحزاب 50 . الآية . قال قتادة : وكانت قبله عند فروة بن عبد العزى بن أسد بن غنم بن دودان هكذا قال قتادة وهو خطأ والصواب ما تقدم ذكره في زوجها أنه من بني عامر وقد غلط أيضا قتادة في نسبها وقال ميمونة بنت الحارث بن فروة وإنما هي ميمونة بنت الحارث بن حزن عند جميعهم غيره وقول ابن شهاب الصواب والله أعلم .
وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : خرج رسول الله A من العام القابل يعني من عام الحديبية معتمرا في ذي القعدة سنة سبع وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام فلما بلغ موضعا ذكره بعث جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية فخطبها عليه جعفر فجعلت أمرها إلى العباس فزوجها رسول الله A .
وذكر سنيد عن زيد بن الحباب عن ابن أبي معشر عن شرحبيل بن سعد قال : لقي العباس بن عبد المطلب رسول الله A بالجحفة حين اعتمر عمرة القضية فقال له العباس : يا رسول الله تأيمت ميمونة بنت الحارث بن حزن بن أبي رهم بن عبد العزى هل لك في أن تزوجها فتزوجها رسول الله A وهو محرم فلما أن قدم مكة أقاما ثلاثا فجاءه سهيل بن عمرو في نفر من أصحابه من أهل مكة فقال : يا محمد اخرج عنا اليوم آخر شرطك فقال : " دعوني أبتني بامرأتي وأصنع لكم طعاما " . فقال : لا حاجة لنا بك ولا بطعامك اخرج عنا فقال له سعد : يا عاض بظر أمه أرضك وأرض أمك نحن دونه لا يخرج رسول الله A إلا أن يشاء . فقال له رسول الله A : " دعهم فإنهم زارونا لا تؤذيهم " . فخرج فبنى بها بسرف .
قال أبو عمر : اختلف الفقهاء وأهل السير في حال رسول الله A إذ عقد نكاحه مع ميمونة وقد أوضحنا ذلك في كتاب " التمهيد " والحمد لله .
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا جعفر بن برقان قال : أخبرني ميمون بن مهران قال : سألت صفية بنت شيبة فقالت : تزوج رسول الله A ميمونة وبنى بها بسرف .
قال أبو عمر : وتوفيت ميمونة بسرف في الموضع الذي ابتنى بها فيه رسول الله A وذلك سنة إحدى وخمسين . وقيل : توفيت بسرف سنة ست وستين . وقيل : توفيت سنة ثلاث وستين بسرف . وصلى عليها ابن عباس ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد بن الهادي وهم بنو أخواتها وعبيد الله الخولاني وكان يتيما في حجرها .
ميمونة أخرى .
مولاة رسول الله A حديثها عند أهل الشام في فضل بيت المقدس " إن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول " . روى عنها زيادة بن أبي سودة والقاسم بن عبد الرحمن .
ميمونة بنت سعد .
مولاة النبي A . روى عنها أبو يزيد الضبي أيوب بن أبي خالد حديثا مرفوعا في قبلة الصائم وعتق ولد الزنا . حديث ليس بالقوي .
ميمونة بنت أبي عنبسة .
مولاة النبي A روت عن النبي A في الدعاء .
ميمونة بنت كردم .
الثقفية . روى عنها يزيد بن مقسم حديثها عند أهل البصرة وليس يزيد هذا بمعروف .
باب النون