فقال له ابن أبي محجن : لو شئت ذكرت أحسن من هذا من شعره فقال وما ذاك قال قوله : .
لا تسأل الناس عن مالي وكثرته ... وسائل الناس عن حزمي وعن خلقي .
القوم أعلم أني من سراتهم ... إذا تطيش يد الرعديدة الفرق .
قد أركب الهول مسدولا عساكره ... وأكتم السر فيه ضربة العنق .
أعطي السنان غداة الروع حصته ... وحامل الرمح أرويه من العلق .
وزاد بعضهم في هذه الأبيات : .
وأطعن الطعنة النجلاء لو علموا ... وأحفظ السر فيه ضربة العنق .
عف المطالب عما لست نائله ... وإن ظلمت شديد الحقد والحنق .
وقد أجود وما مالي بذي فنع ... وقد أكر وراء المحجر الفرق .
والقوم أعلم أني من سراتهم ... إذا سما بصر الرعديدة الشفق .
قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم ... وقد يثوب سوام العاجز الحمق .
سيكثر المال يوما بعد قلته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق .
فقال له معاوية : لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد وأجزل جائزته . وقال إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك . وزعم هيثم بن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن الثقفي بأذربيجان أو قال في نواحي جرجان وقد نبتت عليه ثلاثة أصول كرم وقد طالت وأنمرت وهي معروشة على قبره ومكتوب على القبر : هذا قبر أبي محجن الثقفي . قال : فجعلت أتعجب وأذكر قوله إذا مت فادفني إلى جنب كرمة وذكر البيت .
حدثنا أحمد بن عبد الله : قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عبد الله بن يونس قال : حدثنا بقي بن مخلد قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية عن عمرو بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : لما كان يوم القادسية أتي سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر فأمر به إلى القيد وكان سعد به جراحة فلم يخرج يومئذ على الناس واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة ورفع سعد فوق العذيب لينظر الى الناس فلما التقى الناس قال أبو محجن : .
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا علي وثاقيا .
فقال لابنة خصفة امرأة سعد : ويحك حليني ولك عهد الله علي إن سلمني الله أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد وإن قتلت استرحتم مني فحلته فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء ثم أخذ الرمح ثم انطلق حتى أتى الناس فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم فجعل الناس يقولون : هذا ملك وسعد ينظر فجعل سعد يقول : الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن وأبو محجن في القيد فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد فأخبرت ابنه حصفة سعدا بالذي كان من أمره فقال : والله ما أبلى أحد من المسلمين ما أبلى في هذا اليوم لا أضرب رجلا أبلى في المسلمين ما أبلى . قال : فخلى سبيله . قال أبو محجن : قد كنت أشربها إذ يقام علي الحد وأطهر منها فأما إذ بهرجتني فوالله لا أشربها أبدا .
أبو محذورة المؤذن القرشي الجمحي اختلف في اسمه فقيل سمرة ابن معير . وقيل : اسمه معير بن محيريز . وقيل أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح هكذا نسبه خليفة وقال أبو اليقظان : قتل أوس بن معير يوم بدر كافرا واسم أبي محذورة سلمان ويقال : سمرة ابن معير ويقال : سلمان بن معير وقد ضبطه بعضهم معين والأكثر يقولون : معير وقال الطبري وغيره : كان لأبي محذورة أخ لأبيه وأمه يسمى أنسيا وقتل يوم بدر كافرا . وقال محمد بن سعد : سمعت من ينسب أبا محذورة فيقول اسمه سمرة بن معير بن لوذان بن وهب بن سعد بن جمح وكان له أخ لأبيه وأمه اسمه أويس وقال ابن معين اسم أبي محذورة سمرة بن معير وكذلك قال البخاري : وقال الزبير أبو محذورة اسمه أوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح قال الزبير : عريج وربيعة ولوذان إخوة بنو سعد بن جمح ومن قال غير هذا فقد أخطأ قال وأخوة أنيس بن معير قتل كافرا وأمهما من خزاعة وقد انقرض عقبهما وورث الأذان بمكة إخوتهم من بني سلامان بن ربيعة بن جمح