اختلف في اسمه ونسبه فقيل عبيد بن أسيد بن جارية . وذكر خليفة عن أبي معشر قال : اسمه عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد ابن عبد الله بن سلمة بن عبد الله غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف بن منبه ابن بكر بن هوازن حليف لبني زهرة وقال ابن إسحاق : أبو بصير عتبة ابن أسيد بن جارية . قال ابن شهاب : هو رجل من قريش . وقال ابن هشام " هو ثقفي وأظن أن ابن شهاب نسبه إلى حلفه بني زهرة وله قصة في المغازي عجيبة ذكرها ابن إسحاق وغيره وقد رواها معمر عن ابن شهاب ذكر عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب في قصة القضية عام الحديبية قال : ثم رجع رسول الله A إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلت قريش في طلبه رجلين فقالا لرسول الله A العهد الذي جعلت لنا أن ترد إلينا كل من جاءك مسلما فدفعه النبي A إلى الرجلين فخرجا حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا جيدا يا فلان فاستله الآخر وقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال له أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال له النبي A حين رآه : " لقد رأى هذا ذعرا " . فلما انتهى إلى النبي A قال : قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا رسول الله قد والله وفت ذمتك وقد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم فقال النبي A : " ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد فلما سمع ذلك علم أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وانفلت منهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو فلحق بأبي بصير وجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي A تناشده الله والرحم إلا أرسل إليهم فمن أتاك منهم فهو آمن .
وذكر موسى بن عقبة هذا الخبر في أبي بصير بأتم ألفاظ وأكمل سياقه قال وكان أبو بصير يصلي لأصحابه وكان يكثر من قول الله العلي الأكبر من ينصر الله فسوف ينصره فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمهم واجتمع إلى أبي جندل حين سمع بقدومه ناس من بني غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب حتى بلغوا ثلاثمائة وهم مسلمون فأقاموا مع أبي جندل وأبي بصير لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها .
وذكر مرور أبي العاص بن الربيع بهم وقصته قال وكتب رسول الله A إلى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهما من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم فقدم كتاب رسول الله A على أبي جندل وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله A بيده يقرؤه فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وبنى على قبره مسجدا .
وذكر ابن إسحاق هذا الخبر بهذا المعنى وبعضهم يزيد فيه على بعض والمعنى متقارب إن شاء الله تعالى .
أبو بصيرة .
ذكره سيف بن عمر فيمن شهد قتال اليمامة من الأنصار وذكر له هناك خبرا .
أبو بكر الصديق .
هو عبد الله بن أبي قحافة واسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي التيمي .
لم يختلفوا في اسمه ولا اسم أبيه وكذلك لم يختلفوا أن لقبه " عتيق " وقد اختلف في المعنى الذي قيل له من أجله عتيق على ما قد ذكرناه في باب اسمه من " العبادلة " من هذا الكتاب وأمه أم الخير واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابنة عمه وقد ذكرنا من مناقبه وعيون أخباره فب باب اسمه ما فيه اكتفاء وشفاء والحمد لله روى الحبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن النبي A قال لأبي بكر : " من أكبر أنا أو أنت " . فقال له : أنت أكبر وأكرم وخير مني وأنا أسن منك وهذا الخبر لا يعرف إلا بهذا الإسناد وأحسبه وهما لأن جمهور أهل العلم بالأخبار والسير والآثار يقولون : إن أبا بكر استوفى بمدة خلافته سن رسول الله A وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة .
أبو بكرة الثقفي