حدثني خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر . حدثنا أحمد بن علي القاضي حدثنا أبو خيثمة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال : لما حضرت معاذ الوفاة قيل له : يا أبا عبد الرحمن أوصنا . قال : أجلسوني إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما يقولها ثلاث مرات التمسوا العلم عند أربعة رهط : عند عويمر أبو الدرداء وسلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم فإني سمعت رسول الله A يقول : " إنه عاشر عشرة في الجنة " .
وقال القاسم بن محمد : كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم . قال أبو مسهر : ولا أعلم أحدا نزل دمشق من أصحاب رسول الله A غير أبي الدرداء وبلال مؤذن رسول الله A وواثلة بن الأسقع ومعاوية . قال : ولو نزلها أحد سواهم ما سقط علينا .
حدثنا محمد بن حكيم حدثنا محمد بن معاوية حدثنا إسحاق عن أبي حسان حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا يزيد بن أبي مريم أن عبيد الله بن مسلم حدثه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله A : " أنا فرطكم على الحوض فلا ألفين ما نوزعت في أحدكم فأقول : هذا مني فيقال : إنك لا تدري ما أحدث بعدك " . فقلت : يا رسول الله ادع الله ألا تجعلني منهم . قال : " لست منهم " فمات قبل قتل عثمان Bه بسنتين .
وقالت طائفة من أهل الأخبار : إنه مات بعد صفين سنة ثمان أو تسع وثلاثين . والأكثر والأشهر والأصح عند أهل الحديث أنه توفي في خلافة عثمان Bه بعد أن ولاه معاوية قضاء دمشق . وقيل : إن عمر Bه ولاه قضاء دمشق . وقيل : بل ولاه عثمان والأمير معاوية .
وروى الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن أبي عبد الله الأشعري قال : مات أبو الدرداء قبل قتل عثمان . وروي عن النبي A أنه قال : " حكيم أمتي أبو الدرداء عويمر " .
قال أبو عمر : له حكم مأثورة مشهورة منها قوله : وجدت الناس أخبر تقل . ومنها قوله : من يأت أبواب السلطان يقوم ويقعد . ووصف الدنيا فأحسن فمن قوله فيها : الدنيا دار كدر ولن ينجو منها إلا أهل الحذر ولله فيها علامات يسمعها الجاهلون ويعتبر بها العالمون ومن علاماته فيها أن حفها بالشبهات فارتطم فيها أهل الشهوات ثم أعقبها بالآفات فانتفع بذلك أهل العظات ومزج حلالها بالمؤنات وحرامها بالتبعات فالمثري فيها تعب والمقل فيها نصب . في كلمات أكثر من هذا .
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا أبو زرعة حدثنا مسعر حدثنا سعيد عن سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب Bه هو ولى أبا الدرداء على القضاء بدمشق وكان القاضي خليفة الأمير إذا غاب . ومات أبو الدرداء Bه سنة اثنتين وثلاثين بدمشق . وقيل : سنة إحدى وثلاثين ويأتي ذكره في الكنى بأكثر من هذا .
عويمر الهذلي .
له حديث واحد في المرأتين اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى فألقت جنينا وماتت .
باب عياش .
عياش بن أبي ثور .
له صحبة ولاه عمر بن الخطاب Bه البحرين قبل قدامة Bه .
عياش بن أبي ربيعة .
واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يكنى أبا عبد الرحمن . وقيل : يكنى أبا عبد الله . هو أخو أبي جهل بن هشام لأمه أمهما أم الجلاس واسمها أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم . هو أخو عبد الله بن أبي ربيعة لأبيه وأمه . كان إسلامه قديما قبل أن يدخل رسول الله A دار الأرقم . وهاجر عياش Bه إلى أرض الحبشة مع امرأته أسماء بنت سلمة بن مخربة وولد له بها ابنه عبد الله ثم هاجر إلى المدينة فجمع بين الهجرتين ولم يذكر موسى بن عقبة ولا أبو معشر عياش بن أبي ربيعة فيمن هاجر إلى أرض الحبشة .
قال الزبير : كان عياش بن أبي ربيعة قد هاجر إلى المدينة حين هاجر عمر بن الخطاب Bه فقدم عليه أخواه لأمه : أبو جهل والحارث ابنا هشام فذكرا له أن أمه حلفت ألا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتى تراه فرجع معهما فأوثقاه رباطا وحبساه بمكة فكان رسول الله A يدعو له