وروى ابن الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : دفع رسول الله A الراية يوم بدر إلى علي وهو ابن عشرين سنة ذكره السراج في تاريخه . ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله A مذ قدم المدينة إلا تبوك فإنه خلفه رسول الله A على المدينة وعلى عياله بعده في غزوة تبوك وقال له : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " . وروى قوله A : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " جماعة من الصحابة وهو من أثبت الآثار وأصحها رواه عن النبي A سعد بن أبي وقاص . وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدا قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره ورواه ابن عباس وأبو سعيد الخدري وأم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وجماعة يطول ذكرهم .
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر حدثنا أحمد بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا عثمان بن معاوية الفزاري عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي قالت : سمعت أسماء بنت عميس تقول : سمعت رسول الله A يقول لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي " .
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبي قال حدثنا نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : قال رسول الله A لعلي : " أنت أخي وصاحبي " .
وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا عمرو بن حماد القناد قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ عن زياد بن المنذر عن سعيد بن محمد الأزدي عن أبي الطفيل قال : لما احتضر عمر جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد فقال لهم علي : أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله A بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيري قالوا : اللهم لا .
قال : وروينا من وجوه عن علي Bه أنه كان يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد غيري إلا كذاب .
قال أبو عمر : آخى رسول الله A بين المهاجرين بمكة ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بالمدينة وقال في كل واحدة منهما لعلي : " أنت أخي في الدنيا والآخرة " وآخى بينه وبين نفسه فلذلك كان هذا القول وما أشبه من علي Bه وكان معه على حراء حين تحرك فقال له : " أثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .
وكان عليه يومئذ العشرة المشهود لهم بالجنة وزوجه رسول الله A في سنة اثنتين من الهجرة ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ما خلا مريم بنت عمران . وقال لها : " زوجك سيد في الدنيا والآخرة " وإنه أول أصحابي إسلاما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما . قالت أسماء بنت عميس : فرمقت رسول الله A حين اجتمعا جعل يدعو لهما ولا يشرك في دعائهما أحدا غيرهما وجعل يدعو له كما دعا لها .
وروى بريدة وأبو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كل واحد منهم عن النبي A أنه قال يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . وبعضهم لا يزيد على " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
وروى سعد بن أبي وقاص وسهل بن سعد وأبو هريرة وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعمران بن الحصين وسلمة ابن الأكوع كلهم بمعنى واحد عن النبي A أنه قال يوم خيبر : " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار يفتح الله على يديه " . ثم دعا بعلي وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح الله عليه وهذه كلها آثار ثابتة . وبعثه رسول الله A إلى اليمن وهو شاب ليقضي بينهم فقال : يا رسول الله إني لا أدري ما القضاء . فضرب رسول الله A بيده صدره وقال : " اللهم اهد قلبه وسدد لسانه " . قال علي Bه : فوالله ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين .
ولما نزلت : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " الأحزاب 33 . دعا رسول الله A فاطمة وعليا وحسنا وحسينا Bهم في بيت أم سلمة وقال : " اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "