أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم بن النعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة حدثنا علي بن زيد بن جدعان قال لي سعيد بن المسيب : انظر إلى وجه هذا الرجل فنظرت فإذا هو مسود الوجه فقال : سله عن أمره . فقلت : حسبي أنت حدثني . قال : إن هذا كان يسب عليا وعثمان Bهما فكنت أنهاه فلا ينتهي وقلت : اللهم هذا يسب رجلين قد سبق لهما ما تعلم . اللهم إن كان يسخطك ما يقول فيهما فأرني به آية فاسود وجهه كما ترى .
حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا إسماعيل بن محمد قال : حدثنا إسماعيل ابن إسحاق . قال : حدثنا علي بن المديني قال : حدثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت حميدا الطويل قال : قيل لأنس بن مالك : إن حب علي وعثمان Bهما لا يجتمعان في قلب واحد . فقال أنس Bه : كذبوا والله لقد اجتمع حبهما في قلوبنا .
عثمان بن مظعون .
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشي الجمحي يكنى أبا السائب . وأمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح وهي أم السائب وعبد الله . وقال ابن إسحاق : أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلا وهاجر الهجرتين وشهد بدرا . وقال ابن إسحاق وسالم أبو النضر : كان عثمان بن مظعون أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعدما رجع من بدر وقال غيرهما : كان أول من تبعه إبراهيم بن النبي A .
وروي من وجوه من حديث عائشة وغيرها أن رسول الله A قبل عثمان بن مظعون بعد ما مات .
توفي سنة اثنتين من الهجرة وقيل بعد اثنين وعشرين شهرا من مقدم رسول الله A المدينة . وقيل : إنه مات على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة بعد شهوده بدرا فلما غسل وكفن قبل رسول الله A بين عينيه فلما دفن قال : " نعم السلف هو لنا عثمان بن مظعون " .
ولما توفي إبراهيم ابن النبي A قال رسول الله A : " الحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون " .
وروي عنه E أنه قال ذلك حين توفيت زينب ابنته Bها قال : " الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون " . وأعلم رسول الله A قبره بحجر وكان يزوره .
وقال سعد بن أبي وقاص : رد رسول الله A التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصينا . وكان عابدا مجتهدا من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلي بن أبي طالب وابو ذر Bهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رسول الله A عن ذلك . ونزلت فيهم : " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا . " الآية المائدة 96 وذكر الواقدي عن أبي سبرة عن عاصم بن عبد الله عن عبيد الله بن أبي رافع قال : كان أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون فوضع رسول الله A حجرا عند رأسه وقال : " هذا قبر فرطنا " . وقد قيل : إن عثمان بن مظعون توفي بعد مقدم رسول الله A بستة أشهر وهذا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدر لأنه لم يختلف في أنه شهدها وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية .
وذكر ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عبد الرحمن بن سليط قال : كان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية وقال : لا أشرب شرابا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي . فلما حرمت الخمر أتى وهو بالعوالي . فقيل له : يا عثمان . قد حرمت الخمر . فقال : تبا لها قد كان بصري فيها ثاقبا . قال أبو عمر في هذا نظر لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد أحد .
قال مصعب الزبيري : أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون أبو السائب . روت عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال : يا رسول الله إنه لتشق علينا العزبة في المغازي أفتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي فقال رسول الله A : " لا ولكن عليك يا بن مظعون بالصيام فإنه مجفرة "