والثاني أنه ذكر الضرطة فوعظهم فيها فقال : " لم يضحك أحدكم مما يفعل " .
والثالث أنه ذكر ناقة صالح فقال : " انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة في قومه " . وربما جمع هشام بن عروة عن أبيه هذه الأحاديث الثلاثة في حديث واحد .
وأبو زمعة هذا هو الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي كني بابنه زمعة وقتل زمعة بن الأسود وأخوه عقيل بن الأسود يوم بدر كافرين وأبوهما الأسود كان أحد المستهزئين الذين قال الله تعالى فيهم : " إنا كفيناك المستهزئين " . الحجر 95 .
ذكروا أن جبريل رمى في وجهه بورقة فعمي وكانت تحت عبد الله بن زمعة زينب بنت أبي سلمة وهي أم بنته وابنه يزيد بن عبد الله بن زمعة قتله مسرف بن عقبة صبرا يوم الحرة وذلك أنه أتى به مسرف بن عقبة أسيرا . فقال له : بايع على أنك خول لأمير المؤمنين يعني يزيد يحكم في دمك ومالك . فقال : أبايعه على الكتاب والسنة وأنا ابن عم أمير المؤمنين يحكم في دمي وأهلي ومالي وكان صديقا ليزيد وصفيا له فلما قال ذلك قال مسرف : اضربوا عنقه فوثب مروان فضمه إليه لما كان يعرف بينه وبين يزيد . فقال مروان : نعم يبايعك على ما أحببت . وقال مسرف : والله لا أقبله أبدا . وقال : إن تنحى عنه مروان وإلا فاقتلوهما معا فتركه مروان وضربت عنق يزيد بن عبد الله بن زمعة وقتل يومئذ إخوته في القتال فيقال : إنه قتل لعبد الله بن زمعة يوم الحرة بنون . ومن ولد عبد الله بن زمعة كثير بن عبد الله بن زمعة وهو جد أبو البختري والقاضي وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة .
ذكر الزبير عن عمه مصعب حدثني أبو البختري قال : قال لي مصعب بن ثابت : من أنت قلت : وهب بن وهب بن عبد الكثير بن عبد الله بن زمعة قال : فما لك لا تقول كثيرا لعلك كرهت ذلك أتدري من سماه كثيرا جدته أم سلمة زوج النبي A .
عبد الله بن زياد بن عمرو .
بن زمزمة بن عمرو البلوي هو المجذر بن زياد . وقيل له المجذر لأنه كان مجذر الخلق وهو الغليظ وغلب عليه وعرف به ولذلك ذكرناه في باب الميم . شهد بدرا مع رسول الله A وقتل يوم أحد شهيدا .
عبد الله بن زيد بن ثعلبة .
بن عبد الله بن زيد من بني جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي من بني الحارث بن الخزرج وقال : عبد الله بن محمد الأنصاري ليس في آبائه ثعلبة وإنما هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه زيد بن الحارث وثعلبة بن عبد ربه هو عم عبد الله وأخو زيد فأدخلوه في نسبه وذلك خطأ .
شهد العقبة وشهد بدرا وسائر المشاهد مع رسول الله A وهو الذي رأى الأذان في النوم فأمر به رسول الله A بلالا على ما رآه عبد الله بن زيد هذا وكانت رؤياه ذلك في سنة إحدى بعد بناء رسول الله A مسجده يكنى أبا محمد وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج يوم الفتح .
توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن أربع وستين وصلى عليه عثمان وروى عنه سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وابنه محمد بن عبد الله بن زيد .
عبد الله بن زيد بن عاصم .
بن كعب بن عمرو بن عوف بن المبذول بن عمرو بن غنم بن مازن الأنصاري المازني من بني مازن بن النجار يعرف بابن أم عمارة ولم يشهد بدرا وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب فيما ذكر خليفة بن خياط وغيره وكان مسيلمة قد قتل أخاه حبيب بن زيد وقطعه عضوا عضوا على ما قد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب فقضى الله أن شارك أخوه عبد الله بن زيد في قتل مسيلمة .
قال خليفة : اشترك وحشي بن حرب وعبد الله بن زيد في قتل مسيلمة رماه وحشي بن حرب بالحربة وضربه عبد الله بن زيد بالسيف فقتله وقتل عبد الله بن زيد يوم الحرة وكانت الحرة سنة ثلاث وستين وهو صاحب حديث الوضوء . روى عنه سعيد بن المسيب وابن أخيه عباد بن تميم بن زيد بن عاصم ويحيى بن عمارة بن أبي حسن .
عبد الله بن سابط