قال أبو عمر C : كان يهاجي حسان بن ثابت وكعب بن مالك ثم أسلم عبد الله الزبعري عام الفتح بعد أن هرب يوم الفتح إلى نجران فرماه حسان بن ثابت ببيت واحد فما زاده عليه : .
لا تعد من رجلا أحلك بغضه ... نجران في عيش أجد أثيم .
فلما بلغ ذلك ابن الزبعري قدم على رسول الله A فأسلم وحسن إسلامه واعتذر إلى رسول الله A فقبل عذره ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد .
ومن قوله بعد إسلامه للنبي عليه السلام معتذرا .
يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور .
إذ أجاري الشيطان في سنن الغ ... ي أنا في ذاك خاسر مثبور .
يشهد السمع والفؤاد بما قل ... ت ونفسي الشهيد وهي الخبير .
إن ما جئتنا به حق صدق ... ساطع نوره مضيء منير .
جئننا باليقين والصدق والب ... ر وفي الصدق واليقين السرور .
أذهب الله ضلة الجهل عنا ... وأتانا الرخاء والميسور .
في أبيات له : والبور : الضال الهالك وهو لفظ للواحد والجمع .
وقال أيضا : .
سرت الهموم بمنزل السهم ... إذ كن بين الجلد والعظم .
ندما على ما كان من زلل ... إذ كنت في فتن من الإثم .
حيران يعمه في ضلالته ... مستوردا لشرائع الظلم .
عمه يزينه بنو جمح ... وتوازرت فيه بنو سهم .
فاليوم آمن بعد قسوته ... عظمى وآمن بعده لحمي .
لمحمد ولما يجيء به ... من سنة البرهان والحكم .
في قصيدة له يمدح بها النبي A وله في مدحه أشعار كثيرة ينسخ بها ما قد مضى من شعره في كفره منها قوله : .
منع الرقاد بلابل وهموم ... والليل معتلج الرواق بهيم .
مما أتاني أن أحمد لامني ... فيه فبت كأنني محموم .
يا خير من حملت على أوصالها ... عيرانة سرح اليدين غشوم .
إني لمعتذر إليك من التي ... أسديت إذ أنا في الضلال أهيم .
أيام تأمرني بأغوى خطة ... سهم وتأمرني بها مخزوم .
وأمد أسباب الهوى ويقودني ... أمر الغواة وأمرهم مشؤوم .
فاليوم آمن بالنبي محمد ... قلبي ومخطىء هذه محروم .
مضت العداوة وانقضت أسبابها ... وأتت أواصر بيننا وحلوم .
فاغفر فدى لك والدي كلاهما ... وارحم فإنك راحم مرحوم .
وعليك من سمة المليك علامة ... نور أغر وخاتم مختوم .
أعطاك بعد محبة برهانه ... شرفا وبرهان الإله عظيم .
عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب .
بن هاشم القرشي الهاشمي وأمه عاتكة ابنة أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم لا عقب له وقتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر شهيدا ووجد عنده عصبة من الروم قد قتلهم ثم أثخنته الجراح فمات .
ذكر الواقدي قال : حدثني هشام بن عمارة عن أبي الحويرث قال : أول قتيل قتل من الروم يوم أجنادين برز بطريق معلم يدعو إلى البراز فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب فاختلفا ضربات ثم قتله عبد الله بن الزبير ولم يتعرض لسلبه ثم برز آخر يدعوه إلى البراز فبرز إليه عبد الله بن الزبير فتشاولا بالرمحين ساعة ثم صارا إلى السيفين فحمل عليه عبد الله فضربه وهو دارع على عاتقه وهو يقول : خذها وأنا ابن عبد المطلب .
فأثبته وقطع سيفه الدرع وأسرع في منكبه ثم ولى الرومي منهزما فعزم عليه عمرو بن العاص لا يبارز وقال عبد الله : إني والله ما أجدني أصبر فلما اختلطت السيوف وأخذ بعضها بعضا وجد في ربضة من الروم وعشرة حوله قتلى وهو مقتول بينهم وكان النبي A يقول له : " ابن عمي وحبي " . ومنهم من يروي أنه كان يقول له : " ابن أمي " .
لا أحفظ له رواية عن النبي A روت عنه أختاه ضباعة وأم الحكم ابنتا الزبير بن عبد المطلب وكانت سنه يوم توفي النبي A نحوا من ثلاثين سنة .
عبد الله بن الزبير بن العوام