يكنى أبا محمد توفي سنة إحدى وسبعين واختلف في اسم أبي حدرد وقد ذكرنا ذلك في موضعه من هذا الكتاب عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي يكنى أبا محمد واسم أبي حدرد سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن هوازن بن أسلم . وقيل عبيد ابن عمير بن أبي سلامة بن سعد من ولد عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمير بن عامر أول مشاهد عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي هذا الحديبية ثم خيبر وما بعدها .
مات في زمن مصعب بن الزبير هذا قول خليفة وقال الواقدي : مات عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي سنة إحدى وسبعين وهو يومئذ ابن إحدى وثمانين وكذلك قال يحيى بن عبد الله بن بكير وإبراهيم بن المنذر . وقال ضمرة بن ربيعة : قتل مصعب سنة إحدى وسبعين وفيها مات عبد الله بن أبي حدرد . يعد في أهل المدينة . قد روى عنه ابنه القعقاع وغيره وقد أنكر بعضهم صحبته وروايته . وقال إن أحاديثه مرسلة ومن قال هذا فقد جهل مكانه . وقد أمره رسول الله A على سراياه واحدة بعد أخرى .
ذكر ابن ابي شيبة عن أبي خالد الأحمر عن محمد بن إسحاق عن زيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه قال : بعثنا رسول الله A في سرية فلقينا عامر بن الأضبط فحيانا بتحية الإسلام فنزعنا وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله وذكر تمام الخبر وكذلك رواه يحيى بن سعيد الأموي ومحمد بن سلمة عن ابن إسحاق بإسناده مثله .
ورواه عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق قال : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال : كنت في سرية بعثها رسول الله A إلى إضم : واد من أودية أشجع . وهذه الروايات كلها تدل على صحبة عبد الله بن أبي حدرد . وقد قيل : إن القعقاع بن عبد الله ابن أبي حدرد له صحبة . وأما إنكار من أنكر أن يكون لعبد الله بن أبي حدرد صحبة لروايته عن أبيه فليس بشيء . وقد روى ابن عمر وغيره عن أبيه وعن النبي A . وكذلك ليس قول من قال : إنه لم يذكر فيمن روى عنه الزهري من الصحابة لأنه لم يصح عن الزهري سماع منه وسنذكره في باب من اسم أبيه من العبادلة على السين إن شاء الله تعالى .
عبد الله بن حذافة بن قيس .
بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي يكنى أبا حذافة كناه الزهري أسلم قديما وكان من المهاجرين الأولين هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة في قول بن إسحاق والواقدي ولم يذكره موسى وأبو معشر . وهو أخو أبي الأخنس بن حذافة وخنيس بن حذافة الذي كان زوج حفصة قبل النبي A يقال : إنه شهد بدرا ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين . روى محمد بن عمرو بن علقمة عن عمرو بن الحكم بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري قال : كان عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة .
قال أبو عمر : كان عبد الله بن حذافة رسول رسول الله A إلى كسرى بكتاب رسول الله A يدعوه إلى الإسلام فمزق كسرى الكتاب فقال رسول الله A : " اللهم مزق ملكه " . وقال : " إذا مات كسرى فلا كسرى بعده " . قال الواقدي : فسلط الله على كسرى ابنه شيرويه فقتله ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادى سنة سبع .
وعبد الله بن حذافة هذا هو القائل لرسول الله A حين قال : " سلوني عما شئتم " : من أبي فقال : " أبوك حذافة بن قيس " . فقالت له أمه : ما سمعت بابن أعق منك أمنت أن تكون أمك قارفت ما تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس فقال : والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به . وكانت في عبد الله بن حذافة دعابة معروفة .
ذكر الزبير قال : حدثنا عبد الجبار بن سعيد عن عبد الله بن وهب عن الليث عن سعد قال : بلغني أنه حل حزام راحلة رسول الله A في بعض أسفاره حتى كاد رسول الله A يقع قال ابن وهب : فقلت لليث : ليضحكه قال نعم كانت فيه دعابة قال الليث : وكان قد أسره الروم في زمن عمر بن الخطاب Bه فأرادوه على الكفر فعصمه الله حتى أنجاه منهم