من حديثه أنه أتى النبي A فقال : " إن دوسا قد عصت... " الحديث حديثه عند أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة .
حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف لفظا منه . قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي غالب البزار بالفسطاط قال : حدثنا محمد بن محمد بن بدر الباهلي قال : حدثنا رزق الله بن موسى قال : حدثنا ورقاء بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه فقالوا : يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليها فقلنا : هلكت دوس . فقال : " اللهم اهد دوسا وآت بهم " .
قال أبو عمر : كان الطفيل بن عمرو الدوسي يقال له ذو النور ذكر الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن عمران الأزدي عن هشام ابن الكلبي قال : إنما سمي الطفيل... إلى آخر كلام ابن الكلبي .
أخبرنا أحمد بن محمد قال : حدثنا محمد بن جبير قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن عمران الأزدي عن هشام ابن الكلبي قال : إنما سمي الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم ذا النور لأنه وفد على النبي A فقال : يا رسول الله إن دوسا قد غلب عليهم الزنا فادع الله عليهم فقال : رسول الله A " اللهم اهد دوسا " ثم قال : يا رسول الله ابعثني إليهم واجعل لي آية يهتدون بها فقال : " اللهم نور له " . فسطع نور بين عينيه فقال : يا رب إني أخاف أن يقولوا مثله فتحولت إلى طرف سوطه فكانت تضيء في الليلة المظلمة فسمي ذا النور .
قال أبو عمر Bه : للطفيل بن عمرو الدوسي في معنى ما ذكره ابن الكلبي خبر عجيب في المغازي ذكره الأموي في مغازيه عن ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن ابن الطفيل بن عمرو الدوسي . وذكره ابن إسحاق عن عثمان بن الحويرث عن صالح بن كيسان عن الطفيل ابن عمرو الدوسي قال : كنت رجلا شاعرا سيدا في قومي فقدمت مكة فمشيت إلى رجالات قريش فقالوا : يا طفيل إنك امرؤ شاعر سيد مطاع في قومك وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه فإنما حديثه كالسحر فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا وعلى قومنا فإنه يفرق بين المرء وابنه وبين المرء وزوجه وبين المرء وأبيه فوالله ما زالوا يحدثونني في شأنه وينهونني أن أسمع منه حتى قلت والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني قال : فعمدت إلى أذني فحشوتهما كرسفا ثم غدوت إلى المسجد فإذا برسول الله A قائما في المسجد قال : فقمت منه قريبا وأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . قال : فقلت في نفسي : والله إن هذا للعجز والله إني امرؤ ثبت ما يخفى علي من الأمور حسنها ولا قبيحها والله لأستمعن منه فإن كان أمره رشدا أخذت منه وإن كان غير ذلك اجتنبته فقال : فقلت بالكرسفة ! .
فنزعتها من أذني فألقيتها ثم استمعت له فلم أسمع كلاما قط أحسن من كلام يتكلم به . قال : قلت - في نفسي يا سبحان الله ما سمعت كاليوم لفظا أحسن منه ولا أجمل . قال : ثم انتظرت رسول الله A حتى انصرف فاتبعته فدخلت معه بيته فقلت له : يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا كذا وكذا فأخبرته بالذي قالوا وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول وقد وقع في نفسي أنه حق فاعرض علي دينك وما تأمر به وما تنهى عنه قال : فعرض علي رسول الله A الإسلام فأسلمت قلت يا رسول الله إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأنا داعيهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه فقال : " اللهم اجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير "