ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : قتل خالد بن سعيد بن العاص يوم أجنادين . وذكر الدولابي عن ابن سعدان عن الحسن بن عثمان قال : قتل بأجنادين ثلاثة عشر رجلا منهم خالد وعمرو ابنا سعيد بن العاص قال : وقال محمد بن يوسف كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى لليلتين بقيتا منه يوم السبت نصف النهار سنة ثلاث عشرة قبل وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة وقيل : بل قتل خالد بن سعيد بن العاص بمرج الصفر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر .
قال الزبير لخالد بن سعيد بن العاص : وهب عمرو بن معدي كرب الصمصامة وذكره شعره في ذلك .
وذكر البغوي قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال : حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن خالد بن سعيد أنه أتى النبي A وعليه خاتم من فضة مكتوب عليه " محمد رسول الله " قال : فأخذه مني فلبسه وهو الذي كان في يده .
وقال خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد أخبرني أبي أن أعمامه : خالدا وأبانا وعمرا بني سعيد بن العاص رجعوا عن عمالتهم حين مات رسول الله A فقال أبو بكر : مالكم رجعتم عن عمالتكم ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله A ارجعوا إلى أعمالكم فقالوا نحن بنو أبي أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول الله A أبدا ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا .
وكان خالد على اليمن وأبان على البحرين وعمرو على تيماء وخيبر وقرى عربية وكان الحكم يعلم الحكمة ويقال : ما فتحت بالشام كورة إلا وجد فيها رجل من بني سعيد بن العاص ميتا .
وكان سعيد بن سعيد بن العاص قد قتل مع رسول الله A بالطائف .
قال الواقدي : وحدثنا جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال : كان إسلام خالد بن سعيد قديما وكان أول إخوته إسلاما وكان بدء إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف به على شفير النار فذكر من سعتهما ما الله أعلم به وكأن أباه يدفعه فيها ورأى رسول الله A آخذا بحقويه لا يقع فيها ففزع وقال : أحلف بالله إنها لرؤيا حق ولقى أبا بكر بن أبي قحافة فذكر ذلك له فقال : أبو بكر أريد بك خيرا هذا رسول الله A فأتبعه وإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع فيها وأبوك واقع فيها فلقي رسول الله A وهو بأجياد فقال : يا محمد إلى من تدعو فقال : أدعوك إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده . قال خالد : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله . فسر رسول الله A بإسلامه وتغيب خالد وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه من بقى من ولده ولم يكونوا أسلموا فوجدوه فأتوا به أباه أبا أحيحة فسبه وبكته وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال له : اتبعت محمدا وأصحابه وأنت ترى خلافة قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم فقال : قد والله تبعته على ما جاء به . فغضب أبو أحيحة ونال منه وشتمه وقال أذهب يا لكع حيث شئت والله لأمنعنك القوت فقال : خالد إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به فأخرجه وقال لبنيه : لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد إلى رسول الله A فكان يلزمه ويعيش معه وتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى خرج أصحاب رسول الله A إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فكان خالد أول من خرج إليها .
وقال محمد بن سعد حدثنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قالا حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده عن عمه خالد بن سعيد أن سعيد بن العاص بن أمية مرض فقال : لئن رفعني الله من مرضي هذا لا يعبد إله ابن أبي كبشة بمكة أبدا فقال : خالد بن سعيد عند ذلك : اللهم لا ترفعه فتوفي في مرضه ذلك .
خالد بن زيد بن كليب