وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال بعث عبد المطلب ابنه عبد الله يمتار تمرا من يثرب فمات بها وكانت وفاته وهو شاب عند أخواله بنى النجار بالمدينة ولم يكن له ولد غير رسول الله A وتوفيت أمه آمنة بالأبواء بين مكة والمدينة وهو ابن ست سنين وقيل ابن سبع سنين وقال محمد بن حبيب في كتاب المحبر توفيت أمه A وهو ابن ثمان سنين قال توفي جده عبد المطلب بعد ذلك بسنة وأحد عشر شهرا سنة تسع من أول عام الفيل وقيل إنه توفي جده عبد المطلب وهو ابن ثمان سنين وقيل بل توفي جده وهو ابن ثلاث سنين فأوصى به إلى أبي طالب فصار في حجر عنه أبي طالب حتى بلغ خمس عشرة سنة وكان أبو طالب يحبه ثم انفرد بنفسه وكان مائلا إلى عمه أبي طالب لوجاهته في بني هاشم وسنه وكان مع ذلك شقيق أبيه وخرج النبي A مع عمه في تجارة إلى الشام سنة ثلاث عشرة من عام الفيل فرآه بحيرا الراهب فقال احتفظوا به فإنه نبي وشهد بعد ذلك بثمان سنين يوم الفجار وذلك سنة إحدى وعشرين وخرج إلى الشام في تجارة لخديجة بنت خويلد فرآه نسطور الراهب وقد أظلته غمامة فقال هذا نبي وذلك سنة خمس وعشرين وتزوج رسول الله A خديجة بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة عشرين يوما في عقب صفر سنة ست وعشرين وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم الفيل وقال الزهري كانت سن رسول الله A يوم تزوج خديجة إحدى وعشرين سنة .
وقال أبو بكر بن عثمان وغيره كان يومئذ ابن ثلاثين سنة وقالوا وخديجة يومئذ أربعين سنة ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة وشهد رسول الله A بنيان الكعبة وتراضت قريش بحكمه في وضع الحجر الأسود بعد ذلك بعشر سنين وذاك سنة ثلاث وثلاثين .
قال أبو عمر رضى الله عنه لو صح هذا لكانت سن خديجة يوم تزوجها خمسا وأربعين سنة وقال محمد بن جبير بن مطعم بنيت الكعبة على رأس خمس وعشرين سنة من عام الفيل وقيل بل كان بين بنيان الكعبة وبين مبعث النبي A خمس سنين ثم نباه الله تعالى وهو ابن أربعين سنة وكان أول يوم أوحى الله تعالى إليه فيه يوم الاثنين فأسر رسول الله A أمره ثلاث سنين أو نحوها ثم أمره الله تعالى بإظهار دينه والدعايا إليه فأظهره بعد ثلاث سنين من مبعثه وقال الشعبي أخبرت أن إسرافيل تراءى له ثلاث سنين .
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسمعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال بعث رسول الله A لأربعين ووكل به إسرافيل عليه السلام ثلاث سنين ثم وكل به جبرائيل عليه السلام .
قال وأخبرنا أحمد بن حنبل قال حدثنا هشيم قال حدثنا داود ابن أبي هند عن الشعبي قال نبىء النبي A فذكر مثله قال ثم بعث إليه جبريل عليه السلام بالرسالة .
قال وأخبرنا أحمد بن حنبل قال حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي قال نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل عليه السلام ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه السلام فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة