قتل Bه يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة ويعرف الموضع أيضا بالطف قتله سنان بن أنس النخعي ويقال له أيضا سنان بن أبي سنان النخعي وهو جد شريك القاضي .
ويقال بل الذي قتله رجل من مذحج وقيل بل قتله شمر بن ذي الجوشن وكان أبرص وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير جز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد وقال : .
أوقر ركابي فضة وذهبا ... إني قتلت الملك المحجبا .
قتلت خير الناس أما وأبا ... وخيرهم إذ ينسبون نسبا .
وقال يحيى بن معين أهل الكوفة يقولون إن الذي قتل الحسين عمر ابن سعد بن أبي وقاص قال يحيى وكان إبراهيم بن سعد يروى فيه حديثا إنه لم يقتله عمر بن سعد .
قال أبو عمر إنما نسب قتل الحسين إلى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد إلى قتال الحسين وأمر عليهم عمر إبن سعد ووعده أن يوليه الري إن ظفر بالحسين وقتله وكان في تلك الخيل والله أعلم قوم من مضر ومن اليمن .
وفي شعر سليمان بن قتة الخزاعي وقيل إنها لأبي الرميح الخزاعي ما يدل على الاشتراك في دم الحسين فمن قوله في ذلك : .
مررت على أبيات آل محمد ... فلم أر من أمثالها حين حلت .
فلا يبعد الله البيوت وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلت .
وكانوا رجاء ثم عادوا رزية ... لقد عظمت تلك الرزايا وجلت .
أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم ... ولم تنك في أعدائهم حين سلت .
وإن قتيل الطف من آل هاشم ... أذل رقابا من قريش فذلت .
وفيها يقول : .
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها ... وتقتلنا قيس إذا النعل زلت .
وعند غني قطرة من دمائنا ... سنجزيهم يوما بها حيث حلت .
ومنها أو من غيرها : .
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد حسين والبلاد اقشعرت .
وقد أعولت تبكي السماء لفقده ... وأنجمها ناحت عليه وصلت .
في أبيات كثيرة .
وقال خليفة بن خياط الذي ولى قتل الحسين بن علي شمر بن ذي الجوشن وأمير الجيش عمر بن سعد .
وقال مصعب الذي ولى قتل الحسين بن علي سنان بن أبي سنان النخعي لا C ويصدق ذلك قول الشاعر : .
وأي رزية عدلت حسينا ... غداة تبيره كفا سنان .
وقال منصور النمري : .
ويلك يا قاتل الحسين لقد ... بؤت بحمل ينوء بالحامل .
أي حباء حبوت أحمد في ... حفرته من حرارة الثاكل .
تعال فاطلب غدا شفاعته ... وانهض فرد حوضه مع الناهل .
ما الشك عندي في حال قاتله ... لكنني قد أشك في الخاذل .
كأنما أنت تعجبين ألا ... تزل بالقوم نقمة العاجل .
لا يعجل الله إن عجلت وما ... ربك عما ترين بالغافل .
ما حصلت لامرئ سعادته ... حقت عليه عقوبة الآجل .
أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبه قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عمار بن عمار عن إبن عباس قال رأيت النبي A في ما يرى النائم نصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا قال : " هذا دم الحسين لم أزل ألتقطه منذ اليوم " . فوجد قد قتل في ذلك اليوم .
وهذا البيت زعموا قديما لا يدرى قائله .
أترجوا أمة قتلت حسينا ... شفاعة جده يوم الحساب .
وبكى الناس الحسين فأكثروا .
وروى فطر عن منذر الثوري عن إبن الحنفية قال قتل مع الحسين سبعة عشر رجلا كلهم من ولد فاطمة .
وقال أبو موسى عن الحسن البصري أصيب مع الحسين بن علي ستة عشر رجلا من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبه .
وقيل إنه قتل مع الحسين من ولده وإخوته وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا