21 - وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص .
يقول { وبرزوا } أي برزت الخلائق كلها برها وفاجرها لله الواحد القهار أي اجتمعوا له في براز من الأرض وهو المكان الذي ليس فيه شيء يستر أحدا { فقال الضعفاء } وهم الأتباع .
لقادتهم وسادتهم وكبرائهم { للذين استكبروا } عن عبادة الله وحده لا شريك له وعن موافقة الرسل قالوا لهم : { إنا كنا لكم تبعا } أي مهما أمرتمونا ائتمرنا وفعلنا { فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء } أي فهل تدفعون عنا شيئا من عذاب الله كما كنتم تعدوننا وتمنوننا فقالت القادة لهم : { لو هدانا الله لهديناكم } ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص } أي ليس لنا خلاص مما نحن فيه إن صبرنا عليه أو جزعنا منه . قال عبد الرحمن بن أسلم : إن أهل النار قالوا : تعالوا فإنما أدرك أهل الجنة ببكائهم وتضرعهم إلى الله D تعالوا نبك وتنضرع إلى الله فبكوا وتضرعوا فلما رأوا أنه لا ينفعهم قالوا : إنما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر تعالوا حتى نصبر فصبروا صبرا لم ير مثله فلم ينفعهم ذلك فعند ذلك قالوا : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا } الآية . قلت : والظاهر أن هذه المراجعة في النار بعد دخولهم إليها كما قال تعالى : { وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار } وقال { حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون } وقال تعالى : { ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا } وأما تخاصمهم في المحشر فقال تعالى : { ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين أستكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين }