21 - وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
- 22 - ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين .
يخبر تعالى بألطافه بيوسف عليه السلام أنه قيض له الذي اشتراه من مصر حتى اعتنى به وأكرمه وأوصى أهله به وتوسم فيه الخير والصلاح فقال لامرأته : { أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا } وكان الذي اشتراه من مصر عزيزها وهو الوزير بها عن ابن عباس : وكان اسمه ( قطفير ) وكان على خزائن مصر وكان الملك يومئذ ( الريان بن الوليد ) رجل من العماليق قال : واسم امرأته ( راعيل ) وقال غيره : اسمها ( زليخا ) وقال عبد الله بن مسعود : أفرس الناس ثلاثة : عزيز مصر حين قال لامرأته : { أكرمي مثواه } والمرأة التي قالت لأبيها : { يا أبت استأجره } الآية وأبو بكر الصديق حين استخلف عمر بن الخطاب Bهما . يقول تعالى : كما أنقذنا يوسف من إخوته { كذلك مكنا ليوسف في الأرض } يعني بلاد مصر { ولنعلمه من تأويل الأحاديث } قال مجاهد والسدي هو تعبير الرؤيا { والله غالب على أمره } أي إذا أراد شيئا فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف بل هو الغالب لما سواه قال سعيد بن جبير : أي فعال لما يشاء وقوله : { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } يقول : لا يدرون حكمته في خلقه وتلطفه وفعله لما يريد . وقوله : { ولما بلغ } أي يوسف عليه السلام { أشده } أي استكمل عقله وتم خلقه { آتيناه حكما وعلما } يعني النبوة حباه بها بين أولئك الأقوام { وكذلك نجزي المحسنين } أي إنه كان محسنا في عمله عاملا بطاعة الله تعالى وقد اختلف في مقدار المدة التي بلغ فيها أشده فقال ابن عباس ومجاهد وقتادة : ثلاث وثلاثون سنة وعن ابن عباس : بضع وثلاثون وقال الضحاك : عشرون وقال الحسن : أربعون سنة وقيل غير ذلك ( قال عكرمة : خمس وعشرون وقال السدي : ثلاثون سنة وقال سعيد بن جبير : ثماني عشرة سنة ولعل ما ذهب إليه الحسن البصري هو الأرجح ) والله أعلم